عندما فكر المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، أمير القلوب، طيب الله ثراه، في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي كان هدفه إنشاء تجمع اقتصادي يضم دول الخليج العربي ولم تكن هناك أهداف عسكرية بل جانب الاهتمام الاقتصادي وسع اهتمامات المجلس لأن يكون التوحيد في مناهج التعليم والتربية والاهتمام بالزراعة والصناعة.. ودعا إلى استغلال مشتقات النفط في إنشاء عدة صناعات.. كذلك جعل من أهداف مجلس التعاون الخليجي توحيد المواقف السياسية تجاه مختلف القضايا والمشاكل في العالم مع اهتمام مساندة القضايا العربية كقضية الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد المحلي اهتم المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بالاستثمار الخارجي وكان لهذا الدور المهم حيث استطاعت الكويت أثناء الاحتلال حيث اتخذت الهيئات الدولية قرارات بعدم المس بالاستثمارات الكويتية الخارجية لمنع المحتل من استغلال الاستثمارات الكويتية في الخارج ونجحت سياسة الشيخ جابر الأحمد الاقتصادية الاستثمارية وساهمت بتوفير احتياجات المواطنين الكويتيين في الداخل حيث كان هناك ممثلون للحكومة الكويتية يوزعون على المواطنين الكويتيين الذين لم يغادروا البلاد ما يحتاجون إليه من أموال، وكذلك قامت الحكومة الكويتية المؤقتة التي تتخذ من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية مقرا لها بمنح المواطنين الكويتيين في الخارج ما يحتاجون اليه من المال.. هكذا كانت تسير الأمور أثناء الاحتلال بقيادة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ولو حاولنا إلقاء نظرة على مسيرة مجلس التعاون لدول مجلس الخليج العربي نجد أنها قامت بعدة خطوات نحو تحقيق الأهداف المرجوة فلقد استطاع المجلس أن يصطف إلى جانب الكيانات الاقتصادية الناجحة مثل الاتحاد الأوربي للسوق المشتركة..
وها هو المجلس باشر عمله لإنجاز مشروع قطار الخليج العربي لربط مجلس التعاون بخط حديدي يسهل على مواطني دول مجلس التعاون سبل التنقل، كذلك يسهم هذا القطار في حال انجازه في نقل البضائع بين دول المجلس.
لا بد هنا من أن نقف بكل تقدير للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي وإنجاز المشاريع الاستثمارية للكويت مع دول العالم.
من أقوال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه:
«ستواصل الكويت دورها المعهود في تطوير التعاون الأخوي في مختلف المجالات مع أشقائنا في الخليج الذين تربطنا بهم منذ الأزل أوثق أواصر القربى والتاريخ والمستقبل المشرق».
والله الموفق.