شيء مؤسف ما تعيشه دولنا العربية من فوضى وخلافات سياسية متنوعة، منها صراعات طائفية ومنها حزبية، وما زالت هناك دول عربية عاجزة عن إيجاد حكومات وطنية لتقود دولها، كما أن هناك خلافات ما زالت دون حل والمشكلة حول اختيار رئيس للدولة وتشكيلة حكومة موحدة، الأولى في لبنان والثانية في ليبيا، وهناك فوضى في تونس بسبب خلافات حزبية تمنع أي اتفاق وطني، وفي اليمن هناك خلافات طائفية وراء ما يحدث فيه من فوضى وعدم أمن واستقرار، وهناك دول عربية أيضا تعيش في خصومة بين حكامها والشعوب.
جامعة الدول العربية تتابع هذه الخلافات والصراعات، وهي غير قادرة على التدخل في حل أي نزاعات وخلافات في هذه الدول التي تعيش حالة فوضى وعدم استقرار، كما تعيش حياة فقر وبؤس، فمتى يكون لجامعة الدول العربية دور فاعل بمساعدة دولنا العربية التي هي أعضاء في الجامعة؟
لابد أن تدعم وتهتم دولنا العربية بدور الجامعة وإعطائها زخما كبيرا وضرورة احترام القرارات الصادرة عن الجامعة فيما يتعلق بالأوضاع العربية، لأن الخلافات والفوضى التي تعيشها دولنا العربية ليست في صالح شعوبنا العربية، ومما يؤسف له أن الجامعة حتى هذه اللحظة ليس لها أي دور أو تأثير حقيقي في المنازعات والخصومات التي تعيشها دولنا العربية.
وتعتبر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الأكثر التزاما بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، والأكثر التزاما بدعم مشاريعها وقراراتها، كما تتميز دول مجلس التعاون الخليجي بتوحيد مواقفها السياسية في مختلف القضايا السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولم تتخل دول المجلس عن دعم الجامعة ودولها ماديا، حيث ساهمت العديد من دول مجلس التعاون في مساعدة الدول العربية بإنجاز المشاريع التنموية فيها.
إننا نتطلع لأن يكون هناك تنسيق أقوى بين جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي حتى يتوصلا إلى تفاهم أكثر للمشاكل العربية والمساعدة في إيجاد حلول لها.
ومن الصعب أن نترك الدول العربية تعيش في حالة من عدم الأمن والاستقرار وتفشي الفوضى والفقر، ولابد أن تكون هناك مؤسسة عربية هدفها إنجاز المشاريع التنموية في دولنا العربية، وألا تعتمد على مساعدات مالية نقدية، وذلك حتى نتأكد أن ما يقدم من مساعدات للدول المحتاجة تصرف على المشاريع التنموية لصالح الشعوب العربية.
من أقوال المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن تمهيد الطريق إلى التعاون الإسلامي والعربي يقتضي التغلب على العقبات التي تعوق مسيرته وأبرزها الحروب بين الدول المتجاورة والصراعات الداخلية في الدولة الواحدة والتدخلات الأجنبية».
والله الموفق.