دار نقاش بيني وبين أب عنده أولاد في سن الزواج، لكنهم رافضون لفكرة الزواج... سألت الأب عن سبب رفضهم؟ فأجابني: يقولون «المهر غال، وتكاليف الزواج باهظة، وإيجار الشقة نار، والخادمة أولا وقبل كل شيء...»، ويقولون إن الفتاة الكويتية تعشق المظاهر والماركات الأصلية والسفرات والطلعات والمطاعم والكافيهات، ولهذه الأسباب وغيرها عزف أولادي عن الزواج، وعلى رأي المثل: «الزواج قسمة ونصيب».
قلت للأب: الناس أجناس، صحيح فيه فتيات كويتيات يعشقن المظاهر والماركات والسفرات، لكن بالمقابل هناك فتيات كويتيات متزوجات قنوعات، ويساعدن أزواجهن في الحلوة والمرة.
وتحضرني قصة فتاة كويتية مصابة بعقدة النقص والغيرة والتقليد، تحب أن تنظر إلى من هُن فوقها وتقلدهن، تزوجت هذه الفتاة وهي من أسرة بسيطة من موظف بسيط يعمل معها في القسم التابع لإحدى الوزارات، في بداية الزواج لاحظ الزوج اهتمام زوجته بالمظاهر والماركات وتقليدها للغير، وحبها للسفر والطلعات والمطاعم والكافيهات، لدرجة أن زوجها صاحب الدخل المحدود تحمل الديون من أجلها.
نصحها زوجها مرارا وتكرارا بعدم الإسراف والتبذير وان القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.. وهي تظن أن زوجها يقصد بالقرش «سمك القرش»!
باءت كل محاولات الزوج الغلبان بالفشل، لأن الزوجة لا تريد تغيير طباعها «بوطبيع ما يغير طبعه»، وبعد مرور سنتين من زواجهما قرر الزوج تطليق زوجته لكي يهرب من الديون المتراكمة عليه بسببها، وخوفا من دخوله السجن لعدم سداد الديون.
لذا أنصح المقبلين على الزواج بالرضا والقناعة لأنها كنز لا يفنى، وكما قال الإمام الشافعي:
هي القناعة لا ترضى بها بدلا
فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القُطن والكفن
يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» متفق عليه.
٭ آخر المقال: نصيحة إلى المقلدين: «لا تكونوا مثل الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس فأضاع مشيته»!