عبر وسائل الإعلام المتعددة، مقروءة ومسموعة ومرئية، نقدر ونحترم ونتابع نجوم ساحتها وتكرار صورتها، وأطروحاتها في كل المناسبات تبلغ إلى درجة التشبع والملل غير المقصود، لكنها كما يقال في الأمثال «إذا حبتك عيني ما يملك النظر!»، وكأن ما في البلد غير هذا الولد وأخته!.
هكذا هي حالة إعلامنا الحالي معظم الأيام وأغلب الليالي بذات النبرة، ونفس الصورة! وتكرار الظهور غير الممل لكون الحصيلة ذات الدعوات للتحليل الإخباري، والقرار الإداري والتصريح العلمي والعملي والقرار التنفيذي للحالات والمناسبات والتوجيهات العسكرية والمدنية وغيرها، وتناسي الكفاءات المحالة إلى التقاعد بعد سنواتها الطويلة ودورها المشهود وأمانتها وتحصيلها يوما ما بلا حدود، يستحق الكبير بتقاعده إتاحة فرصة متابعة الأجيال لخبرته وقدوته بكل سنوات تلك الخبرة الوفية النقية، ودعوته في كل المجالات المعنية بخبرته، بلا تهميش ولا نسيان تلك الثروة الوطنية الوفية.
ولا شك أن دورة التغيير باقية ما دامت الحياة وبدائلها قائمة، كما هو حال الدول المتقدمة بالاعتزاز والاستفادة من خبرات وسنوات هؤلاء المتقاعدين الأوفياء، جيلا بعد جيل، للمساهمة في معالجة سلبيات حاضرنا بخبرات ثرواتنا البشرية بلا من ولا أذى يبلغ الإهمال لهذه الخبرات، كما يحدث في الأمم الواعية، وتميز خبراتها والمطلب ليس استجداء ماليا كما يقال بل بدعم معنوي للمشاركات الإعلامية لكل حالاتنا المتعثرة هذه السنوات بسبب قلة الخبرات وتراكم السلبيات، لإزالة أي تعثر، وكما يقول مثلنا الشعبي «اللي ما له أول يا خوي ما له تالي»، ولو عبر وسائل الإعلام الواعي اليوم ودوم، فالنسيج متماسك والنسيان مؤلم بكل الأحوال المعيشية للحياة الآمنة المستقرة. بسلامتكم لعل رسالتها واضحة بروح رياضية.