الساحة التعليمية التربوية عندنا لاتزال تعاني من تكرار الاختناقات المرورية، وغيرها من المخالفات التي لا تخطر على بال أحد، وإليكم بعضها، على سبيل المثال لا الحصر:
في عدد من مدارس محافظة حولي، تحديدا ضاحية مشرف، يضم الفصل الواحد في المراحل المختلفة طلبة من مناطق متعددة، حتى إن بعضهم من مناطق الخيران وما حولها، وبالتالي تعاني الأسر والطلبة والأسرة التعليمية معاناة يومية! وهذا مثال مختصر عن تلك المعاناة، وتكرار طرحها!
أما ضاحية «مبارك العبدالله»، ومسماها الأسبق غرب مشرف، فتخدم عشرة آلاف نسمة وأسرة، ورغم ذلك لا توجد فيها مدرسة واحدة لمراحلها الحكومية منذ ولادتها في التسعينيات، والأسباب، كما يقال عدم توافر مساحات لمدارسها، وهذا ليس جوابا عمليا، في ظل إنشاء جامعات وكليات فيها، ورغم وجود ساحات خلف أرض المعارض ووجود هيكل مبنى لم يتم إكماله منذ سبعينيات القرن الماضي مسماه المعهد العالي للتربية الموسيقية يستوعب عددا من المدارس النظامية لو تم إجراء التعديل المطلوب لأسر تلك الضاحية.
وهناك كما يقال رفض لبعض سكان هذه الضاحية النموذجية إقامة مدارس فيها خشية الازدحام اليومي بين شوارعها، ليترك الاختناق للمناطق حولها مثل مشرف وبيان وصباح السالم، بسبب نقل طلابها إلى تلك الضواحي المزدحمة أصلا بسببها!
فهل يعقل كل ذلك في بلاد تتمتع بخيرات ربانية وفيرة، وتتشوه صورتها مع مرور الأعوام في ظل غفلة من مؤسساتنا التعليمية عن كل ذلك الأمر الإنساني؟
هداكم الله لانتشال جميع مناطقنا من أزمة ارتفاع الكثافة الطلابية في المدارس، لابد من تداخل لحسم مشكلتها وإراحة سكانها وتكملة خدماتها، وفي مقدمة هذه الخدمات التعليم والتربية بالشكل الحضاري المطلوب دون أهواء قبول ورفض، للوصول إلى تعليم يشهد له بالرقي الفكري عطاء وأداء، ويغلب عليه الطابع الحضاري في الإنجاز لتتمتع أجيالنا المقبلة بخيراتها الربانية.