يروي لي الصديق العزيز عبدالغني الحوالي الموقف الرائع الذي حصل معه:
«ذات يوم انتهيت من التسوق وتوجهت الى سيارتي وأفرغت عربة التسوق في صندوق السيارة وتركت عربة التسوق كما اعتدت أن أفعل ويفعل غيري في فسحة صغيرة أمام سيارتي، وقد تزامن ذلك بعودة سيدة يابانية مُسنة، أنهت تسوقها بنفس التوقيت، وكانت تركن سيارتها مقابل سيارتي، وما إن أفرغت تلك السيدة عربة التسوق من محتوياتها حتى ضمت عربتي التي تركتها وعربتها وتوجهت مباشرة إلى مكان تجميع العربات القريب من مدخل السوق، وكانت تقدر المسافة بحوالي خمسين مترا، ثم عادت إلى سيارتها دون أن تبدي أي ردة فعل أو امتعاض وكأن الأمر بالنسبة لها طبيعي جدا».
يا إلهي! لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي، إنها حقا صفعة للضمير، أدركت لحظتها خطأي وشنيع فعلي، ومن يومها التزمت بما تعلمته من تلك السيدة اليابانية الرائعة، التي طبقت أخلاق الإسلام وهي ليست مسلمة، لقد التزمت بما تعلمته وحتى في أصعب الظروف رغم انشغالي واستعجالي لضيق الوقت في بعض الأحيان، إلا أنني آليت على نفسي أن أعيد العربة الى مكانها المخصص لها.
أتمنى حقا من كل فرد في المجتمع مواطنا كان أو مقيما أن يراجع نفسه في هذه العادة، وأن يتقيد بهذا الفعل الجميل الذي تعلمته من اليابانية.
نرى كثيرا من التصرفات السلبية التي يتساهل الكثير فيها، وأرى أن نعيد فيها النظر، كإلقاء المخلفات في الشارع من محارم ورقية، وعلكة، وأعقاب سجائر، وعلب المشروبات الغازية، وإتلاف المرافق العامة وغيرها.
بلدي جميل، وسيكون إن شاء الله أجمل إذا سمونا بأخلاقنا وحافظنا على نظافته، والمحافظة على البيئة نظيفة مقياس لرقي البلد وتقدمه ودليل سمو على حضارته.
٭ آخر المقال:
هل تعلم عزيزي القارئ أن مسقط عاصمة سلطنة عُمان تشتهر باعتبارها واحدة من أنظف العواصم العربية.