مع انتهاء انتخابات مجلس الأمة 2023 تجددت لدى المواطنين آمال وأحلام بتحقيق مطالبهم الشعبية التي لطالما نادوا بها على مدار دورات متعاقبة من المجلس، ولكن نظرا لوجود العديد من العوامل والمؤثرات لم تحصل العديد من الفئات المجتمعية على مبتغاها، ولهذا فإن المجلس الحالي يعول عليه أن ينهي حالة «الانتظار» ويعمل بشكل سريع وفوري على تحقيق تلك المطالب وذلك من خلال توجيه كامل طاقة المجلس نحو هذا الهدف، والعمل على التعاون الكامل والممتد مع الحكومة، وأن يتوقف نوابنا قليلا عن تقديم الاستجوابات للحكومة حتى يتمكنوا من أداء عملهم.
وإذا أمعنا النظر في المطالب الشعبية فإنه سيتم تصنيفها إلى عدة مجموعات تبدأ بالمطالبات الخاصة بالمتقاعدين الذين تعالت أصوات استغاثتهم حتى يحصلوا على حقوقهم التي كفلها لهم القانون، والتي تبدأ بزيادة الرواتب بمقدار 500 دينار بحد أدنى وذلك حتى يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم المعيشية في ظل حالة ارتفاع الأسعار، وصرف نهاية الخدمة لمن لم يحصلوا عليها، وخفض نسبة الاستبدال مع إرجاع الفوائد للمتقاعدين، وزيادة قيمة القرض الحسن على أن يكون معدل الاستقطاع الشهري من 5 إلى 10%، وكذلك إدراج الزيادة السنوية من ضمن الاستبدال.
وأرى أنه توجد قائمة مطالب شعبية أخرى عامة وشاملة، اتفق عليها الجميع تتلخص في عدة نقاط، من بينها العمل على تحسين مستوى الحياة المعيشية للمواطنين، والعمل على تطوير الخدمات المقدمة لهم، والقضاء على البطالة من خلال توفير فرص عمل للشباب، وتعديل التركيبة السكانية، وزيادة الرواتب، وإسقاط القروض أو فوائدها، والتنسيق مع الحكومة حتى يتم تطوير البنية التحتية والعمل على تطوير التعليم والاهتمام بقطاعات الصحة والإسكان على وجه الخصوص. ولدي قناعه شخصية بأن تلك المطالب لن يتم تحقيقها إلا من خلال مجلس يلتزم نوابه بمبدأ «التوافق» وتوحيد استراتيجية العمل والبعد عن إثارة أية خلافات من شأنها إحداث حالة من الشقاق أو البلبلة بداخل المجلس، وأن تكون الوجهة الوحيدة للنواب هي مصلحة الوطن والمواطن، وأن تكون الأطروحات التي يصدرها النواب متوافقة مع حجم الإمكانيات المتوافرة.
وكم أتمنى أن يضع نوابنا «الكويت» في نصب أعينهم وأن يعملوا على تحقيق ما جاء في الخطاب السامي لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وأن يكونوا يدا تبني وتؤسس لـ«العهد الجديد» وليحافظوا على النسيج الوطني للشعب، وأن يعلنوا الحرب ضد الفساد والفاسدين وتحقيق الإصلاح الذي نحلم به وأن يقفوا إلى جوار الشعب لا ضده، فالمرحلة المقبلة مرحلة ليست بالسهلة ولا طاقة بها لتحمل إهدار الوقت من جديد في المشاحنات والخلافات السياسية التي لا تأتي من صالح لا الوطن ولا المواطن.
٭ «مسج»: حفظ الله صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد.
[email protected]