لقد أنعم الله علينا بنعمة البصر، فمن خلال العين ندرك ونرى ما حولنا من خيراته التي لا تعد ولا تحصى، والعين من أكثر المناطق شفافية وحساسية وأهمية في جسم الإنسان، ومن أبرز المخاطر التي تهدد العين هي الأشعة الفوق بنفسجية (UV)، وتوصلت العديد من الأبحاث الطبية إلى أن زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى العديد من الاضطرابات والمشاكل للعين، فالأشعة فوق البنفسجية تصل إلى العين بكمية كبيرة بسبب انعكاسها حين يكون الإنسان أمام المسطحات المائية، أوالرملية المكشوفة، أوالأرضيات المكسوة بالبلاط، وكمية الأشعة فوق البنفسجية تزداد في المناطق المرتفعة، كالجبال والمناطق القريبة من خط الاستواء، وهناك بعض الأعمال تؤذي العين كالنظر إلى قرص الشمس بشكل مباشر، أوالنظر إلى وميض اللحام الكهربائي والذي يؤدي إلى العمى المؤقت بسبب الأشعة الفوق بنفسجية، وقد يتحول إلى دائم إذا لم تراع الاحتياطات اللازمة.
ويكون أصحاب العيون الفاتحة اللون والتي تقل فيها صبغة الميلانين الملونة للعين والتي هي المضادة للأشعة الفوق بنفسجية أكثر عرضة لتلقي كميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تصل ذروتها ما بين العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر.
إن التعرض المُبالغ فيه للأشعة من دون حماية يصيب سطح القرنية بحروق بسيطة وتتحول إلى التهاب إذا ما تم إهمال علاجه، ويتسبب التعرض المزمن للإشعاع فوق البنفسجي لمرض الساد (Cataract) وهو مرض يصيب العين، حيث تصبح العدسة معتمة بشكل متزايد، مما يتسبب في ضعف البصر والعمى في نهاية المطاف، والأشعة تسبب أمراضا كثيرة للعين مثل المياه البيضاء وتلف شبكية العين، وتسبب ظفرة العين (نمو ملحوظ في العين) وضمور بقعي، كذلك تسبب سرطان جفن العين(Eyelid Cancer) والتي تصيب الجفن من الداخل والخارج.
ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة والتي قد تصيب العين، يجب الحرص على ضرورة العناية بالعين وارتداء نظارة شمسية تغطي كامل محيط العين، لتوفر حماية جيدة من الأشعة فوق البنفسجية والتي يبلغ طولها الموجي 400 نانومتر، ويمكن الاستدلال عليه عند شراء النظارة بل ملصق يكتب عليه UV400، وهناك أنواع معتمد من العدسات التي تعكس الأشعة الفوق بنفسجية بنسبة 100% وهي (Polycarbonate) و(High Index) والنوع الثالث هو(Photochromic) وهذا النوع يتغير فيه لون العدسة حسب المحيط، ففي داخل المباني يصبح لون العدسة شفاف وفي الخارج يصبح لونها غامقا.
من المعروف أن الضوء يدخل إلى العين عن طريق القرنية مرورا بعدسة العين، ويتجمع الضوء عند البعد البؤري لعدسة العين لكي تتشكل الصورة بوضوح على جدار الشبكية والتي تعتبر بمنزلة الفيلم الحساس وشاشة العرض داخل العين، وتقع القزحية في مقدمة العين، وهي التي تحتوي على مادة الميلامين لتعطي اللون المميز للعين، وهي التي تحتوي على بصمة العين والتي يمكن من خلالها التمييز بين الناس، وتتألف من عضلات دائرية تنقبض وتتسع لتغيير قطر النقطة السوداء (البؤبؤ) والذي يتحكم بدخول كمية الضوء المناسبة للعين لتتكون الصورة على الشبكية، فيتسع في الظلام ويضيق في النور.
ولا تخدع عينك وتدمرها باستخدام نظارات شمسية مزيفة بعدسة ملونة لا تعكس الأشعة فوق البنفسجية ولا تحمي العين منها، فعندما تضع هذه العدسة المزيفة أمام العين فإنك تخدع وتجبر البؤبؤ على أن يتسع تلقائيا، فتدخل كمية كبيرة من الأشعة الفوق بنفسجية إلى شبكية العين وتؤدي إلى تلفها وتسبب للعين مضاعفات مزمنة.
ومع دخول فصل الصيف واشتداد أشعة الشمس يقوم الكثير منا بإعطاء الأطفال هذه النظارات المزيفة والتي تجبر عين الطفل الحساسة على استقبال كمية كبيرة من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة التي تؤدي، وبشكل تراكمي مع مرور الوقت إلى مشاكل كثيرة للعين، فعدم استعمال واستبعاد مثل هذه النظارات خاصة مع الأطفال أفضل بكثير من استعمالها حفاظا على سلامة العين.
العين جوهرة فحافظوا عليها.. وأتمنى السلامة للجميع.
[email protected]