[email protected]
يحرص الكثير من الناس في فصل الصيف، وعلى وجه الخصوص أصحاب البشرة الفاتحة على تعريض أجسامهم لأشعة الشمس المباشرة سعيا لتغيير لون بشرتهم إلى اللون الأسمر المائل إلى البرونزي أو ما يسمى بـ «التان»، وبعضهم يبالغ في تعريض جسمه لأشعة الشمس، ويجب على هؤلاء الاطلاع على بعض المعلومات والحقائق العلمية قبل المضي قدما في ممارسة هذه الرغبة وسأوجزها في التالي:
إن الكون من حولنا مليء بإشعاعات ضارة ومتنوعة مصدرها النجوم المنتشرة في هذا الكون الفسيح، وأهم مصدر لهذه الإشعاعات يصل لنا من الشمس، ومن عظمة الخالق سبحانه وتعالى أن خلق حول الكرة الأرضية غلافا جويا يحيط بها يتكون من عدة طبقات، ومنها طبقة الأوزون ليحميها من هذه الإشعاعات الساقطة عليها، وسأسلط الضوء اليوم على الأشعة فوق البنفسجية (Ultra Violate) وما مضارها ومنافعها ويرمز لها بـ (UV) وهي أشعة صادرة ضمن الطيف الضوئي الساقط من الشمس والذي يبدأ باللون الأحمر وينتهي باللون البنفسجي و(UV) هي أشعة غير مرئية تكون فوق تردد الأشعة البنفسجية، ومن هنا جاء مسماها، وتصنف بأنها أشعه مؤينة وعند تعريض الجسم لفترات مطولة فإنها تسهم وبشكل مباشر في إحداث تغييرات في لون الجلد وتغير التركيبات الجينية لخلايا الجلد وتدمر الحمض النووي المكون له، ويمكن أن تؤدي إلى طفرات في الخلايا تؤدي إلى سرطان الجلد، وتؤدي إلى تغيرات في تركيبة الجلد تجعل الجلد يبدو أكبر سنا، وتسبب النمش والكلف.
وتنقسم أشعة الـ (UV) إلى ثلاثة أنواع حسب طولها الموجي أو ترددها، وهي كالتالي:
النوع الأول هو الأشعة فوق البنفسجية الطويل (UVA) طول موجي (315 إلى 400 نانومتر)، ونسبة كبيرة منها تخترق الغلاف الجوي وتصل إلى الأرض.
النوع الثاني هو الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة (UVB) ويعكس الغلاف الجوي نسبة كبيرة منها وهي بطول موجي (280 إلى 315 نانومتر).
النوع الثالث هو الأشعة فوق البنفسجية القصيرة (UVC) بطول موجي (180 إلى 280 نانومتر) وهي خطيرة جدا بحيث انها تدمر خلايا الجلد بشكل مباشر لو وصلت إلى الإنسان، ولكن بفضل من الله فإنها لا تنفذ من خلال الغلاف الجوي.
ويعاني الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر من غيرهم من حروق الشمس، وهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الجلد من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويجب على من يريد عمل التان ألا يفرط في التعرض للأشعة فوق البنفسجية حيث إن أخطر الأوقات للتعرض لها هو ما بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الرابعة عصرا عندما تكون أشعة الشمس في أوج قوتها له عواقب سلبية على الصحة، ويجب الابتعاد عن رمال الشاطئ لأنها تعكس 20% على الجسم إضافة للأشعة القادمة من الشمس، ويجب أن يغطي الجسم بقماش قطني رطب ويرتدي قبعة ذات حافة عريضة لحماية العينين والوجه والأذنين والرقبة من أشعة الشمس ويستعمل بعض الكريمات العاكسة للأشعة لحماية البشرة، ويجب الاطلاع على عامل الحماية من الشمس (Sun Protection Factor) ويرمز له (SPF) فإذا كان الرقم 15 فهو يعكس 93% من الأشعة ورقم 50 يعكس 98% من الأشعة، ولا توجد واقيات شمسية تحجب 100%، ويجب ألا تزيد مدة استعمال الواقيات عن أكثر من ساعة ونصف، وينصح دائما بمراجعة دكتور متخصص ليقترح ما يناسب كل حاله.
ويتهافت بعض الناس على الصالونات التجارية التي تقدم خدمة حمام الشمس الصناعية، وهذا فيه مخاطرة كبيرة، لأنه لا يمكن التحكم بنسبة وكمية ونوع الإشعاع الصادرة منها، وتدار من قبل ناس ليسوا أصحاب اختصاص.
وفي المقابل، فإن التعرض لكميات صغيرة من الأشعة فوق البنفسجية ضروري للتمتع بصحة جيدة، لأنه يتيح إنتاج
فيتامين D خاصة لأهميته مع الأطفال لنمو العظام والجهاز العضلي الهيكلي والأسنان.
كما تستخدم الـ UV لعلاج الأمراض الجلدية مثل البهاق، الصدفية، النخالة الوردية، الحكة الجلدية التي يسببها الفشل الكلوي أو الكبدي.
وفي المجال الطبي تستخدم لتعقيم أدوات الجراحة، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية تقتل البكتيريا والفيروسات، وفي الصناعة تستخدم في صناعة الدوائر الإلكترونية الرقيقة، وتمكن علماء الفلك من تحديد المسافات بين المجرات والنجوم من خلال رصد طيف الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منها.