لا وصف يعلو على وصفه، ولا كلمات تقال بعد كلماته، فخطاب سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، خلال مراسم أداء اليمين الدستورية للتشكيل الوزاري الجديد بقيادة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس الوزراء، كان وافيا وكافيا، خطاب نطق بالحق وأرشد نحو الصواب، ودل على الطريق، وأنار العقول وأيقظ الهمم، وأشعل الحماس، وأعاد ترتيب الأولويات، وهذا ما اعتدنا عليه في خطابات سموه، فهي دائما ما تفيض بالحكمة، وتعطينا جرعة كبيرة من رجاحة العقل في التعامل مع مجريات الأمور خاصة تلك المرتبطة بكويتنا الحبيبة.
إن أداء اليمين الدستورية للتشكيل الحكومي الجديد كان حدثا مهيبا ومفرحا، جاء كالمطر بعد الظمأ فارتوى الجميع، فشعب الكويت كان على موعد مع السعادة الحقيقية، فحينما أعلن عن التشكيل الوزاري الجديد وما تضمنه من أسماء لشخصيات استحوذت على حب واحترام وتقدير الشعب الكويتي، بدأت بسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا للوزراء ذلك الرجل صاحب التاريخ المشرف، المخلص لوطنه وشعبه، صاحب رؤية للتطوير والنهوض، ثم الشيخ طلال الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، هذا الرجل الأمين على سلامة وأمن الكويت وشعبها، صاحب إنجاز لا ينكره عليه أحد في حربه ضد المخدرات، والشيخ أحمد الفهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والذي استشعر أهل الكويت بأكملها بالسعادة حينما أعلن عن اسمه ضمن قائمة التشكيل الوزاري الجديد، فهو رجل محبوب عند الشعب، صاحب السيرة الطيبة والمشهود له بالكفاءة في شتى المناصب التي تولاها، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، هذا إلى جانب باقي الأسماء التي جاءت ضمن التشكيل الوزاري والتي حظيت على ثقة سمو رئيس الوزراء، ولهذا فقد كان هناك احتفاء شعبي حقيقي بهذا التشكيل الجديد.
وسأقول كما جاء في خطاب سمو ولي العهد إن الكويت هي الأمانة الكبرى التي تستحق أن تصان وتفدى بالأرواح، وأن صون الأمانة سيبدأ بالتزامن مع بداية حقيقية وجديدة بين جميع سلطات الدولة، وان تعلم السلطتان التنفيذية والتشريعية أنه لا نهوض حقيقيا إلا من خلال تجاوزهما لما سبق، وان التعاون والتكاتف فيما بينهما هو الأساس القوي الذي سيبنى عليه حاضرنا ومستقبل أبنائنا، وأنهم قبلوا أن يحملوا الأمانة، فعليهم أن يسلكوا دروبا تجمع شملهم ولا تفرقهم، ولا أظن أن هناك دربا أعظم وأجمل من الدرب الذي يوصل لمصلحة الوطن والمواطنين، فنحن نحلم بحكومة ومجلس يعملان باستراتيجية التعاون المشترك المجدي النافع وليس التنافر المؤذي المعطل للمصلحة العامة. وأعتقد أنه يتوجب على الحكومة الجديدة أن تضع في سلم أولوياتها المطالب الشعبية التي سبق أن أعلن عنها من جانب مختلف الفئات المجتمعية، والتي منها زيادة معاشات المتقاعدين، ورفع رواتب العاملين بالقطاع الحكومي، ووضع خطط ذات إطار زمني للتعامل مع كافة الملفات التي تهم المواطنين كالصحة والتعليم والإسكان وتحسين البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، والعمل على وضع حزمة من الامتيازات التي تيسر توظيف أبناء الوطن وكذلك أبناء الكويتيات، ومنحهم الامتيازات التي تؤهلهم للحصول على الوظائف الحكومية وغيرها من الامتيازات التي يحصل عليها المواطن.
وأخيرا، تبقى السعادة هي الشعور المسيطر على الجميع في هذا الوطن الغالي، ونرجو من حكومتنا الجديدة أن تعمل جاهدة حتى تحافظ على سعادتنا إزاء أدائها، وأن تقدم أفضل ما لديها وأن نلتمس نحن المواطنين ما تبذله الحكومة من مجهودات من خلال تحسن الأحوال المعيشية للجميع، وأننا كمواطنين مخلصين لهذا الوطن لن نتراجع ولو للحظة واحدة عن تقديم الدعم لحكومتنا ولمجلس أمتنا حتى يؤديا دورهما على أكمل وجه.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
[email protected]