إن الهوية تشير إلى التميز، أي إلى ميزات الفرد أو المجتمع عن غيره على الشعوب والأوطان، وهي بنفس الوقت تشير إلى الجوامع المشتركة، أي ان الهوية تعبر عن كل من الميزات الفارقة والعلامات المميزة التي تمنح الخصوصية وترسم الحدود بين بلد وآخر.
إن الهوية الوطنية ليست قرارا إداريا، وليست «فقط» حالة قانونية، بل هي انتماء تاريخي طويل وعلاقات شخصية اجتماعية متراكمة وترابط عائلي «متجانس»، وحكايات شعبية، ومواقف تاريخية، وعلاقات نسب وقرابة وصداقات، ولغة ولهجة خاصة مميزة.
إن الهوية الوطنية هي «حب الأرض» في كل حالات الوطن الزمنية، في الغنى والفقر، في المصائب الحزينة والمحن، وفي الأزمات، وفي مواقف الراحة والغنى والعيش الرغيد، فالهوية واحدة بكل تلك الأوقات لأن أساسها «الانتماء» و«الصلة» والارتباط «الحقيقي» مع الأرض، فلا قرارات إدارية تصنع ذلك، ولا قوانين تريد فرض ما هو غير طبيعي ليصبح مقبولا، فالغرباء يظلون «غرباء» وليس لهم أي علاقة أو ارتباط مع هويتنا الوطنية التاريخية.
إن المسألة ليست «صناعية» بل هي عضوية، وجزء من نسيج المجتمع نفسه، ومتداخل معه، فليس من هو «غريب» يستطيع «التمثيل» بأنه جزء منها، أو ينتمي إليها، فهناك اختلاف في العادات والتقاليد والعائلات والانتماءات، واللهجات، وهذه من طبيعة المجتمعات البشرية، فلكل منها شخصية فردية وذات اجتماعية مميزة تصنع الفرق والاختلاف، واستنادا لقوله تعالى عز وجل: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
إن الفروقات والاختلافات بين البشر «أمر طبيعي» وعلينا أن نعرف ان الهوية الوطنية ليست في الورق، وليست خطوطا من الحبر مطبوعة، بل هي أصالة وقيم وتاريخ، حيث تختلط العاطفة مع الروح وتراب الأرض، ان الكويت وطن لجميع أبنائها، كما هو الحال في أي بلد ومجتمع آخر، فهذا ما هو طبيعي في كل بلدان العالم على وجه الكرة الأرضية.
إن التصدي لمن يحاول تغيير وتشويه الهوية الوطنية، واجب على كل مخلص من أبناء بلدنا الغالي، لأنه مع ضياع الهوية الوطنية سنفقد الوطن.