تصريح مهم قاله رئيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين د.دوو بينغ عثمان نشرته «الأنباء» في تاريخ 19 يوليو الماضي، حيث أشار إلى وجود تعاون قديم بين جامعة بكين وجامعة الكويت للتبادل الطلابي المشترك، وأيضا ذكر مشاريع ثقافية اخرى مع العديد من الجامعات العربية، وقال كذلك انه درس سابقا كطالب في جامعة الكويت بمنطقة كيفان.
ان هذا الارتباط الدراسي التأسيسي مضاف إليه تعاون آخر داخل جامعة بكين مع جامعات سعودية وقطرية ومغربية وعمانية هو احد الاشكال التأسيسية لعلاقات صينية ـ عربية اكثر تطورا في الخط الصحيح وقاعدة مهمة للانطلاق المتجدد لتعظيم وتمتين هذه العلاقات بين الشعوب في الجوانب التجارية الصناعية والسياسية والمواصلات البرية والبحرية والجوية وبكل ما يتعلق بخطوط التجارة العالمية الجديدة وهي القادم الجديد لكل العالم، وعلينا ان نستفيد من الامور التي تهمنا مصلحيا كـ «عرب» بالعموم وكـ «خليجيين» بالخصوص.
وواضح ان تلك المسألة انطلقت من خلال التبادل الطلابي بين الصين والبلدان العربية، وهذا التبادل هو إحدى ركائز التقريب بين الشعوب، حيث يمثل الطلاب سفراء لبلدانهم الاصلية، وايضا هم سيكونون ناقلين لتجربة الآخرين الحضارية الابداعية بعد انتهاء دراستهم، ناهيك عن نقلهم للسمعة الطيبة والقدوة الحسنة والعادات والتقاليد العربية، وهذا واضح على ارض الواقع ودليله هو المثال الذي نقله لنا د.دوو بينغ عثمان عن تجربته التعليمية الكويتية الناجحة، والتي ما زال يحتفظ بها في ذاكرته وعن تأثيرها في شخصيته وامتدادها في مجال عمله وضمن المؤسسات الجامعية الصينية.
ان النظام في العالم يتغير من نظام قطبي واحد الى نظام متعدد الاقطاب وهذه حقيقة يجب ادراكها والاستعداد لها، وهناك نهضة حضارية كبرى جديدة وجمهورية الصين الشعبية هي احد اهم هذه الاقطاب للعالم الجديد الذي يتشكل، لذلك اتصور ان علينا كـ «عرب» وكـ «خليجيين» ان نستثمر هذه العلاقة الصينية ـ العربية والتركيز على اللغة كنقطة البداية، والتعليم المتبادل المشترك هو جزء مهم وحيوي من هكذا استثمار.
ان «الاقتصاد» يجر معه عربة السياسة والثقافة والحضارة وجمهورية الصين تعرض مجالات التعاون المختلفة والمتعددة مع العرب، وهو الأمر الذي أكد عليه فخامة الرئيس الصيني شين جينبينغ بالقول «إن الدول الخليجية والصين يمكنها تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي وتعزيز الشراكة ودفع التنمية»، وهي لحظة «الخليج» والعرب التي يجب ان نستغلها لصالحنا بما يخدم شعوبنا ايجابيا.