بعد الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم يقول الله سبحانه: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. إن كان الصهاينة يعتقدون أن مكرهم وكذبهم قد صدقه العالم الغربي بتكتيكهم العلمي فنحن عباد الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، نملك من الحصانة الربانية والهدي النبوي ما يكشف لنا مكرهم وحيلهم، والتاريخ يشهد، فمنذ إصابة الجسد العربي بالسرطان الصهيوني، فقد تداعى له سائر الجسد العربي بالسهر والحمى، فكلنا في رباط واستعداد إلى هذا اليوم، والصهاينة كذلك يخشون ويحسبون كل صيحة عليهم لأنهم العدو، وكما يقول دينهم (سفر نحميا) آية (نح 1: 6): «لتكن أذنك مصغية وعيناك مفتوحتين»- إنهم كذلك، إنهم يستخدمون أحدث وسائل الاستشعار والرقابة الالكترونية، ويملكون اسرع أجهزة الإنذار والردع، ولديهم أجهزة استخباراتية وجاسوسية متقدمة، فكيف نجح الهجوم عليهم %100 ودون غلطة واحدة، وأخذ هذا الهجوم كامل الوقت بكل تفاصيله، خصوصا أسر هذا العدد والنوع من كبار السن (البطيئي الحركة) لا منفعة منهم والدليل إطلاق سراحهم بعد ذلك، وعلامات الاستفهام كثيرة؟
أنا هنا لا أقلل من نجاح حركة حماس ولا أستصغر هذه العملية الحربية! ولكني أرى «ان وراء الأكمة ما وراءها»، وكل يوم تتكشف لنا حقائق:
الحقيقة الأولى: هذا التراخي الاسرائيلي دون ردة فعل بأول دقائق الحدث، ففي عام 1967 عندما قرر العرب دخول حرب ضد إسرائيل قامت إسرائيل بضربة استباقية واحدة احتلت بها أجزاء من 4 دول عربية. أما في حرب أكتوبر 1973 (في عيد الكيبور اليهودي) فقد فاجأ العرب العدو بحرب استباقية مكنتهم فقط من عبور خط بارليف المنيع ولم يحرروا باقي الاجزاء لأن استيعاب الصدمة من ناحية العدو كان سريعا جدا، ولا ننسى ان هذه الحروب اشتركت فيها دول عربية لها إمكانات كبيرة وهائلة. (حرب النكسة دليل على سرعة ردة فعل العدو، انتهت خلال 6 أيام فقط!)، والآن العدو يطحن غزة يوميا بقنابل خاصة وكأن خصمه الحجر قبل البشر!
الحقيقة الثانية: فوجئ الجميع باستعداد العدو الإعلامي الضخم والمجهز مسبقا وكأنهم ينتظرون ساعة الصفر. اعرف عدوك من أي نوع من البشر إنهم عبدة المال والأطيان ولا يهمهم كل البشر، لذلك مقابل مكسب مادي يضحي بالأرواح.
الحقيقة الثالثة: انظر الى الخريطة الآن تجد الفلسطينيين في مكانين، غزة على البحر.. ميناء وموقع استراتيجي لا يفرط فيه العدو، أما الضفة فهي مقطوعة ومحاطة بدول لا متنفس لها.
الحقيقة الرابعة: إسرائيل لا تريد قتل أفراد حركة حماس، فبإمكانها اصطيادهم فردا فردا، كما قتلت الآخرين بشقق في بيروت وتونس وسورية بغرف نومهم.
الحقيقة الخامسة: ألا تعجب عزيزي القارئ من تغير لهجة اسرائيل ومن معها.. الآن بالموافقة على حل الدولتين؟ الجواب: تريد اسرائيل ألا تتفاوض وأرض غزة يسكنها الفلسطينيون، تريد أن تصبح غزة «أثرا بعد عين»، كومة تراب لا تصلح للسكن، ويصبح ساحل البحر المتوسط كله لإسرائيل والفلسطينيون بالصحراء. انتبهوا لهذا المخطط!
الحقيقة السادسة: العدو لن يدخل أزقة غزة أبدا لكنه يهدد فقط، ويدعو، كاذبا، سكانها الى الخروج خوفا على أرواحهم ليدكها وتصبح صحراء.
الحقيقة السابعة: بعد دمار غزة سيطلب العدو من الدول المؤيدة له الدعوة للتبرع لبناء مساكن ومدينة جديدة بالصحراء تسمى مدينة غزة الجديدة وتسلم للفلسطينيين الذين أنهكتهم الحروب وبذلك يستولي على كل ساحل البحر وكأن العدو اشترى غزة بعملة القنابل والسلاح، وسدد العالم بتبرعاتهم ثمن بناء غزة أخرى.
والتبرع عمل خير لكنه هنا فيه خبث الصهاينة.
لذا نقول التبرع لا يكون إلا لبناء غزة الحالية لتعود ميناء حرا لدولة فلسطين إن شاء الله.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ إخواننا في غزة وفلسطين ويحفظ أرواحهم وممتلكاتهم وينزل عليهم السكينة وينصرهم نصرا مؤزرا.
[email protected]