في عام 2018، كان من الممكن القول إن إنتاج فيلم يركز على شخصية «فينوم» قرارا منطقيا، وربما كان يهدف إلى تمهيد الطريق لمواجهة متوقعة بين الكائن المتحول وعدوه العنكبوتي الشهير «سبايدرمان»، إذ لم تحظ المواجهة السينمائية السابقة بينهما في فيلم «Spider-Man 3» للمخرج سام رايمي بإعجاب عشاق الكوميكس، ما ترك انطباعا بضرورة إعادة المحاولة، ولكن في الأيام التي سبقت جائحة «كورونا»، كانت هذه النوعية من الأفلام تسيطر على الساحة.
ومع وصول الجزء الأول من «Venom»، ثم الجزء الثاني الذي حمل عنوان «Venom: Let There Be Carnage» سنة 2021، تراجع بريق الفيلم قليلا، والآن مع وصولنا للجزء الثالث «Venom: The Last Dance»، والذي يزعم البعض أنه سيكون الختامي، يبدو أن السلسلة الشهيرة تحتضر وتكافح للوصول إلى خط النهاية، وما زالت المواجهة المنتظرة مع «سبايدرمان» غائبة عن المشهد.
هل هذه نهاية مغامرات توم هاردي في دور «إيدي بروك» وتحوله إلى «فينوم»؟ لا أحد يعلم، إذ يمنح الفيلم إشارات مختلطة، وكأنه يراهن على العائدات في شباك التذاكر، ربما ينتهي دور هاردي، ولكن شخصية «فينوم» قد تعود بمفردها، كونها كائنا مستقلا، وفي الجزء الثالث تظهر شخصية شريرة جديدة تدعى «كنال» (يلعب دوره المخرج السابق لأحد أجزاء السلسلة، آندي سيركيس)، ولكن دوره يبدو محدودا، وكأنه مجرد مقدمة لشخصية كبرى مستوحاة من شخصية «ثانوس» الشهيرة.
تدور أحداث القصة بشكل مشتت، حيث يتم تقسيم الأحداث بين «إيدي»، الذي يهرب من البشر والكائنات الفضائية، وفريق العاملين في «المنطقة 51»، فبينما يحاول العلماء الهادئون بقيادة الدكتورة باين (جونو تمبل) دراسة «فينوم»، يسعى الجنود المسلحون بقيادة ريكس ستريكلاند (شويتيل إجيوفور) إلى تدميره، ويبقى الأمل في أن يتم تعويض «تمبل» و«إجيوفور» عن أدوارهم الباهتة والمكتوبة بشكل سطحي.
وفي أعماق الفضاء المظلم، يسعى «كنال» إلى الهرب ويرسل وحوشه للبحث عن «الرمز»، وهو المفتاح الذي سيمكنه من الهروب من سجنه، وتكمن الصدفة في أن هذا الرمز موجود داخل جسد «إيدي» نتيجة لإعادة إحيائه بواسطة «فينوم»، وتبدأ الوحوش في البحث عن «فينوم» على الأرض، لكنها لا تستطيع تحديد مكانه إلا عندما يفعل قدراته.
على الرغم من بعض اللحظات الممتعة خلال اللقطات الأولى من الجزء الثالث، مثل المعركة على متن طائرة ومشهد راقص بين «فينوم» والسيدة «تشين»، إلا أن روح الفكاهة في الحوار بين «إيدي» و«فينوم» تبدو أضعف هذه المرة. يبدو أن شركة «سوني» تكافح لإبراز شخصيات «مارفل» وعناصرها الخارقة على الشاشة الكبيرة و«Venom: The Last Dance» هو مؤشر إضافي على الحاجة إلى إيقاف محاولات توسيع عالم «سبايدرمان» بعيدا عنه، فمع كل الاحتمالات المهدرة لشخصية «فينوم» على مدى 3 أفلام، يأتي هذا الجزء ليكون الأسوأ بينها.