اكتسبت محادثات هدنة غزة التي استؤنفت في قطر زخما جديدا، فيما صعدت إسرائيل من ضرباتها العنيفة خاصة تكثيف استهدافها للمدنيين الفلسطينيين العزل في مناطق متفرقة من القطاع بـ «المسيرات».
وأعلنت إسرائيل أمس عن توجه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد» ديفيد برنياع إلى الدوحة اليوم للمشاركة في المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، بحسب ما أوردت صحيفة «إسرائيل هايوم».
وفي سياق متصل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد «مناقشة أمنية عاجلة» بخصوص صفقة تبادل الرهائن بمشاركة وزراء الدفاع يسرائيل كاتس والأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد اعلن أمس الأول استئناف المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» في قطر من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة الذين خطفوا خلال هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وقال بيان صادر عن مكتب كاتس إنه أبلغ والدي الرهينة ليري إلباغ التي نشرت «حماس» مقطع فيديو لها مؤخرا: «بالجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك الوفد الإسرائيلي الذي وصل الدوحة إجراء محادثات».
وأكد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى «توجيهات دقيقة لاستمرار المفاوضات».
ورغم الجهود الديبلوماسية المكثفة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، لم يتم التوصل إلى أي هدنة بعد تلك التي تم إقرارها في نهاية نوفمبر 2023، وأطلق خلالها سراح رهائن في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتزامن ذلك مع تصعيد ميداني إسرائيلي بـ «المسيرات» على جنوب غزة وشمالها، فيما اعترفت تل أبيب بأن جيشها ضرب خلال يومين فقط أكثر من 100 هدف في القطاع، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والمصابين ورفع الحصيلة الإجمالية لضحايا الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المحاصر منذ نحو 15 شهرا، إلى ما لا يقل عن 45805 قتلى وأكثر من 109064 مصابا.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب خلال يومين أكثر من 100 هدف في قطاع غزة، وقال في بيان «ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في أنحاء قطاع غزة وقضى على العشرات من إرهابيي حماس» يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وأشار الجيش إلى أنه استهدف عدة مواقع استخدمها مقاتلو المقاومة الفلسطينية لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.
من جهة أخرى، قتل فلسطيني واحد على الأقل في قصف من مسيرة إسرائيلية على شمالي مدينة رفح جنوبي غزة، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء إطلاق النار من طائرات مسيرة إسرائيلية في منطقة الصفطاوي وشارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة وسط القطاع، بحسب قناتي «الجزيرة» و«الأقصى» الفضائيتين.
من جهتها، أحصت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» في غزة 88 قتيلا فلسطينيا خلال 24 ساعة، وأعلنت ارتفاع الحصيلة الإجمالية إلى 45805 قتلى منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع المحاصر منذ نحو 15 شهرا.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن الجيش الإسرائيلي: «ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في غزة وصل منها للمستشفيات 88 شهيدا و208 إصابات خلال 24 ساعة»، مؤكدة أن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 45805 شهداء و109064 إصابة» منذ اندلاع الحرب في 17 أكتوبر 2023.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مقتل 184 شخصا جراء غارات مكثفة للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 72 ساعة.
وقال المكتب في بيان إن جيش الاحتلال نفذ أكثر من 94 غارة خلال 72 ساعة استهدفت مدنيين عزل ومناطق سكنية في القطاع خاصة مدينة غزة في تصعيد «خطير ولافت».
واتهم البيان الجيش الإسرائيلي بمنع سيارات الإسعاف والدفاع المدني والطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ من الوصول لانتشال الجثامين وعشرات الجرحى.
إلى ذلك، تجددت الاشتباكات العنيفة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة خلال محاولة الأجهزة الأمنية التقدم نحو المخيم.