لم يكن لاعبا عاديا، فهو لاعب أثبت وجوده من أول مباراة رسمية له مع منتخب الكويت في أول مشاركة له بدورة الخليج الثانية في المملكة العربية السعودية، وهي كانت البطولة الأولى للنجم الكويتي «المرعب» جاسم يعقوب، الذي أثبت انه لاعب من طراز فريد كمهاجم يعرف طريق المرمى لتسجيل الأهداف بكلتا قدميه، وضربات الرأس التي تميز بها وأجادها بطرق مختلفة، كهدفه في المنتخب العراقي العسكري، وكذلك هدفه في المنتخب النيوزلندي، بعدما أضاع ركلة جزاء.
وإذا رجعنا لطريقة تسجيل الأهداف لهذا اللاعب، فسنعجز عن شرح ذلك، فمن ينسى الهدف الرائع لـ «المرعب» في أفضل حارس مرمى في العالم، حارس المنتخب الروسي في أولمبياد موسكو رينات داساييف، وكذلك هدفه في كوريا الشمالية في دورة الألعاب الآسيوية بطهران، ولن ننسى هدفه الرائع بدورة الخليج الرابعة في المنتخب العراقي من تسديدة خارج منطقة الجزاء، وهدف التعادل في فريق سانتوس البرازيلي.
جاسم يعقوب.. لاعب هداف تعجز عن وصفه، وكل من شاهد «المرعب» لا يمكن ان ينسى أهدافه وهو يلعب مع ناديه القادسية، حيث أسهم في تحقيق الفوز بلقب كأس الأمير أكثر من مرة، وكذلك بطولات الدوري العام، وحصل على لقب هداف الدوري العام أكثر من مرة، وهداف العرب، كما فاز بالحذاء الذهبي وهو أول من حصل عليه.
لم يكن تأثير جاسم يعقوب محدودا، بل كان مجرد وجوده في الملعب يشكل داعما معنويا لجميع اللاعبين، ويعتبر صانع ألعاب للمنتخب، وإذا لم يسجل فهو يبذل الجهد والإصرار على إعطاء زملائه فرصا لتسجيل الأهداف، ولذلك عندما يكرم «المرعب» بصفته لاعبا وأسطورة للكرة الكويتية والخليجية، فهو يستحقها عن جدارة واستحقاق.
«بو حمود» أو «المرعب»، كما يحب عشاقه وجماهيره ان ينادوه بهذا اللقب، يمتاز بالعديد من الصفات الشخصية، فهو ذو أخلاق عالية، راق في تعامله مع الناس ومشجعيه، وروحه الرياضية العالية دائما حاضرة، ولم يسبق أن اشتكى منه أحد أو اختلف معه أحد.
عرفت جاسم يعقوب من دورة الخليج الثانية وبدأت صداقتي الرياضية معه من تلك البطولة، وتطورت إلى علاقة أخوية، وصداقة متينة، ومنها إلى العلاقة الحميمة بين والدتي ووالدته، الله يرحمهما. وكذلك كانت سفراتنا غير الرياضية مع بعض وجلوسنا مع بعض في «ديوانية» واحدة عند المرحوم عبدالمحسن الفارس، وألخص علاقتي التي أعتز بها انني لم أسمع منه في تلك السنوات أي كلمة تزعلني منه أو تضايقني، وكان نعم الرفيق والصديق الذي أعتز بصداقته طوال حياتي.
وتكريمه وتقديره كـ «أسطورة خليجية» فهذا يستحقه عن جدارة، وكل الشكر لمن فكر في هذا الأمر، وأخص بالشكر وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس اللجنة العليا لبطولة «خليجي زين 26» عبدالرحمن المطيري، والشيخ أحمد اليوسف رئيس اتحاد الكرة، وربي يسعد أخوي جاسم في حياته ويلبسه ثوب الصحة والعافية يا رب مع أسرته الكريمة، وإذا كنت أريد التحدث عن أخوي جاسم يعقوب، فإنني أحتاج إلى كتب، ولن أوفيه حقه.. فألف مبروك وتستاهل أكثر من هذا التكريم، فأنت أكرمتنا وأمتعتنا كثيرا يا عزيزي «المرعب» وأسعدتنا بلعبك وأهدافك وفنك وخلقك الكريم.
وبهذه المناسبة، يسعدني ان أبارك لكل من تم اختياره أسطورة عن بلده وتاريخه الرياضي بدورات الخليج العربي.
بقلم/ قائد منتخبنا الوطني الأسبق سعد الحوطي