حامد العمران
أقل ما يمكن إطلاقه على لاعب منتخبنا الوطني لكرة اليد ونادي الكويت سيف العدواني هو لقب «الفتي الذهبي»، وذلك بعد تألقه الواضح في أهم محفل عالمي وأقوى بطولة في العالم وهي بطولة كأس العالم الـ 29 التي استضافتها كرواتيا والدنمارك والنرويج، والتي اختتم منتخبنا فيها منافساتها بتحقيق المركز الـ 27 من أصل 32 منتخبا مشاركا في البطولة.
ومن أهم النقاط المضيئة في مشاركة «الأزرق» في البطولة بروز ذلك «الفتى الذهبي» موهبة كرة اليد الكويتية الذي خطف الأضواء وسجل اسمه واسم الكويت من بين أفضل هدافي العالم، بتسجيله 47 هدفا احتل بها المركز الرابع بين هدافي البطولة قبل إقامة مباريات نصف النهائي البطولة، وهذا المركز يعتبر متقدما ولافتا للنظر، إلى جانب إجادته خطف الكرة من مهاجمي الخصم بخطفه 9 تمريرات ليسجل اسمه كثاني أفضل لاعب في البطولة خاطفا للكرة، وهذا المستوى اللافت دفع بعض الأندية الأوروبية الى تقديم عروض احترافية لسيف العدواني الذي لم يتجاوز عمره 23 ربيعا.
وكانت أهم العروض وأكثرها جدية والتي دخلت في الطريق الرسمي عرض فريق فاردار المونتينيغري وفريق زيوريخ السويسري، حيث سيكون العرضان على طاولة نادي الكويت وستتم مناقشته من قبل رئيس النادي خالد الغانم الذي دائما ما يضع مصلحة الكويت فوق مصلحة النادي، ولكن بشروط تضمن حقوق اللاعب وتتناسب مع إمكاناته الفنية، لاسيما انه يمتاز باللعب في أكثر من مركز حسب الاحتياج الفني، فهو يجيد اللعب في مركز صانع الألعاب ومركز الظهير الأيسر فضلا عن إجادته الدخول من جهة الجناح الأيسر، وما يميزه كذلك قوة التصويب الخارجي وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم وهذه المواصفات قليلا ما تجدها في لاعب واحد.
وعلى الرغم من قلة التجارب الاحترافية لسيف والتي كانت مع الشارقة الإماراتي فإن المشاركة العالمية مع «الأزرق» في المونديال العالمي منحته الكثير من الخبرة في كيفية التعامل مع أعتى المدافعين العالميين وحراس المرمى المميزين ووضح ذلك من خلال المباريات التي خاضها منتخبنا أمام منتخبات فرنسا والنمسا وقطر وپولندا وغينيا والجزائر واليابان، حيث استطاع العدواني أن يهز شباك كل حراس تلك المنتخبات سواء من خلال التصويبات الخارجية أو الاختراقات التي وضعته بمواجهة مباشرة مع أميز حراس العالم.
سيف العدواني.. يعتبر في الوقت الحالي ثروة رياضية يجب الاعتناء بها وتنميتها للوصول إلى أعلى المستويات، وعلى اللاعب نفسه الاهتمام بنفسه من خلال التعامل الاحترافي سواء بالالتزام بالتدريبات أو التقويات الجسدية والعضلية لتفادي الإصابات وحتى في التغذية، وذلك ليرتقي بمستواه وينقل خبراته التي سيكتسبها لزملائه والجيل الذي يليه، لاسيما أن اللاعبين الناشئين بدأوا يأخذون سيف قدوة لهم، ولذلك باتت المسؤولية كبيرة على عاتق لاعبنا المتألق الذي نتمنى أن نراه في المستقبل مشاركا بأكبر البطولات العالمية ومع أفضل لاعبي العالم، وقد يكون العرضان الحاليان بوابة العبور إلى أقوى الدوريات العالمية.