دعا سفير باكستان لدى الأمم المتحدة عبدالله حسين هارون إلى إجراء تحقيق في مزاعم تفيد بأن ملاك أراض في بلاده حولوا مجرى السيول الناجمة عن الفيضانات باتجاه قرى غير محمية لإنقاذ المحاصيل الزراعية في أراضيهم.
وقال هارون في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن ثمة أدلة دامغة على أن هؤلاء الملاك سمحوا بتفجير السدود كي تتدفق المياه بعيدا عن أراضيهم. الى ذلك، حذرت الأمم المتحدة أمس من ان المساعدة الدولية لضحايا الفيضانات التي لاتزال تغمر قسما من باكستان تتباطأ فيما دخلت الأزمة الإنسانية مرحلة حساسة تجعل من ملايين المنكوبين مهددين بالموت. وبعد أكثر من شهر على هطول الأمطار الموسمية الغزيرة التي غمرت أكثر من 20% من اراضي بلد يعد نحو 170 مليون نسمة، بدأت المياه تنحسر من الشمال والوسط وبالتراجع في وادي السند جنوبا المنطقة الأكثر تضررا.
لكن مع 18 مليون شخص تأثروا بالفيضانات بينهم ثمانية ملايين بحاجة الى مساعدة إنسانية عاجلة و4.8 ملايين دون مأوى فان «الأزمة الإنسانية لم تنته بعد ودخلت مرحلة حساسة» حسب ما حذرت تامي هاسلفيلد التي تتولى رئاسة منتدى باكستان الإنساني، هيئة تنسيق المساعدات بين المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا البلد. وأضافت «في حال لم نتحرك بسرعة فان أطفالا وأشخاصا تضرروا من هذه الفيضانات قد يموتون»، وقالت الأمم المتحدة ان المساعدات الإنسانية «تتباطأ في حين نكتشف يوما بعد يوم» حجم الكارثة، من جانبه، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ان «الأموال التي تقدم شهدت ركودا» منذ 10 ايام.
وتابع المصدر ان النداء الذي وجهته الأمم المتحدة في 11اغسطس (460 مليون دولار) لعملياتها العاجلة لم يلب سوى بـ 63.4% الى هذا اليوم، والحاجات ضخمة وعمليات الإغاثة تبقى معقدة جدا في هذا البلد الذي دمرت الفيضانات الآلاف من طرقاته وجسوره وتشرد كل يوم عددا من الأشخاص.
وقال مانويل بيسلر مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة «نظرا الى عدد المحتاجين فإن حجم هذه العملية الإنسانية غير مسبوق»، ويخشى مسؤولون من ان يتحول النقص الحاد في المواد الغذائية وسوء التغذية اليوم الى مجاعة في الأشهر المقبلة.
وقالت جوزيت شيران المديرة العامة لبرنامج الأغذية العالمي أمس الأول ان «الأشخاص خسروا محاصيلهم وإيراداتهم ما يجعلهم عرضة للجوع».