كانت الكويت سابقا يقدم فيها أفضل المواد الغذائية وأنظفها وكانت المطاعم تقدم افضل الوجبات شكلا ومضمونا وأكثر ما في الديرة المطاعم.
لكن بعد التجاوزات التي حصلت من مستوردي الاغذية التي اصطلح عليها اخيرا بـ «الأغذية الفاسدة» انكشف الغطاء وبان المستور، وانفضح اهل تجارة الاغذية وما بعض المطاعم عنهم ببعيد.
اطنان من الاغذية الفاسدة، حلويات، اجبان، زيتون حتى الارز (العيش) والقهوة حاشه العطب.
ولنا كمواطنين ان نتساءل من اين اتت تلك الاطعمة الفاسدة؟ وكيف دخلت البلد؟ وكيف تجرأ من يتاجر فيها على ان يبيح لنفسه غش الناس في هذا البلد بهذه الصورة السافرة؟ ولماذا ظهرت هذه الفضائح في هذا الوقت؟ هل هي تصفية حسابات بين اطراف معينة؟
ونلحظ ان الصحف منذ ايام وهي تكتب عن هذه الاطعمة الفاسدة حتى اصاب كثير من الناس الخوف والهلع من المواد الغذائية الموجودة في الاسواق (الجمعيات التعاونية والسوبر ماركت) حتى وصل التخوف الى مواد التموين المدعوم، والغريب ان الجهات الرسمية تتعامل مع هذه الجهات التي تم ضبطها بنوع من التكتم والسرية.
والعجيب الغريب تحرك البلدية بلجانها ومفتشيها في هذا التوقيت المتأخر، هل يعكس خللا في جهاز التفتيش اي بمعنى وينهم عن هذا الموضوع من زمان؟!
لماذا لم يتم التحرك ضد هذه الجريمة خاصة ان المتورطين منذ زمن طويل وهم يمارسون جريمتهم على الشعب الكويتي ويستخفون بحياته وصحته، كيف ظهرت هذه الفضائح ان صح التعبير في الصحف والاعلام؟ فلابد من محاسبة المقصرين من المسؤولين والموظفين في البلدية.
ولابد من فضح هذه الجهات سواء كانت شركات اغذية أو ما شابهها على صفحات الجرائد والغريب أيضا أن الصحف تتعامل مع الخبر وكأن من تم ضبطه محمي وذلك مراعاة لبعض تجارنا المتورطين في هذه الفضيحة.
يجب أن يتعامل الإعلام مع هذا الموضوع كقضية رأي عام، ويجب أن تشكل لجان تحقيق على مستوى البلد تتابع ملف هذا الموضوع الخطير، فالسكوت عن هذا الموضوع جريمة بحق الوطن والمواطنين، ناهيك عن سمعة الكويت أمام المجتمع الدولي.
نسمع ونقرأ أن فرق التفتيش راقبت.. ضبطت كذا طنا من المواد الغذائية الفاسدة لكن أين الجاني؟ هل هو غير معروف أو معروف لكن يتم التعامل معه بسرية؟ ولماذا؟
يا جماعة الخير، كفى البلد أزمات.. تلوث بحري وبري وجوي.. تسرب غازات.. سرقة المال العام.. وأخيرا وليس آخرا وصل الأمر إلى الأغذية.
شبقى بعد؟ لقد جسد مسلسل درب الزلق تلك المأساة في أحد المشاهد يوم ان كان حسينوه يبيع لحم الكلاب على الناس.
ونحن نضحك ملء أفواهنا من المسلسل.. لكن هذا المسلسل اصبح حقيقة. فهل نضحك أم نشمر عن ساعد الجد ونعتبر القضية قضية رأي عام؟