يوسف غانم
يذهب الأبناء الى مدارسهم بالمراحل المختلفة صباحا ويعودون عند الظهيرة بعد أن يكونوا قد تلقوا دروسهم في المواد المختلفة، بعض الأهل يكونون مرتاحين لنتائج أولادهم ويشعرون بالرضا عن تحصيلهم العلمي، والبعض الآخر تبدأ معاناتهم نتيجة لضعف المستوى التعليمي لأبنائهم، ويبدأون بالبحث عن شماعة يعلقون عليها سبب تأخر أبنائهم دراسيا، فهناك من يلقي باللائمة عى المدرسة والمعلمين، أو على المناهج وعدم تناسق طرق التدريس، أو على المعلم، رغم أن التلاميذ داخل الصف الواحد يتلقون نفس المنهج ومن المعلم نفسه، وبالطريقة ذاتها، الا أن هناك من ينجح ويتفوق ويحصد أعلى النتائج، وهناك من لا يتمكن من الوصول الى أدنى العلامات التي تسمح له بالنجاح أو الانتقال الى الصف الأعلى، وذلك ينتج عن مجموعة من العوامل منها مستويات الذكاء، وطريقة الدراسة، ورغبة الدارسين في المواد وتعلقهم بطرق معينة تختلف بين طالب وآخر، ومتابعة الاهل واهتمامهم بالتحصيل العلمي والتواصل مع المدرسة منذ بداية العام الدراسي، لكن ما قد يخفى أو يغيب عن الأهل أو المدرسة والقائمين عليها هو صعوبة التعلم أو عسر القراءة، أي الدسلكسيا، وهذه الحالة غالبا ما تخفى على عدد كبير من المصابين بها وعلى ذويهم ومدرسيهم، حتى وان كانوا يتمتعون بمستوى عال من الذكاء، الا أن ذلك لا يمنع أن يكون الفرد مصابا بالدسلكسيا، وتبين بعض التقارير ان نسبة 6.25% من سكان الكويت مصابون بالدسلكسيا 80% منهم نتيجة عوامل وراثية و20% تعود اصابتهم لأسباب الحمل والولادة، وغالبا لا يتم التشخيص المبكر لهذه الحالات، فيمضي الكثيرون في حياتهم دون تلقي أي علاج أو مساعدة من قبل استشاريين متخصصين لمساعدة الاطفال الذين يعانون من هذه الحالة والتعامل معهم من خلال التشخيص المبكر وتقديم العلاج المناسب بعد الفحوصات لتوفير الخدمة لهذه الفئات غير القادرة على التعلم بسرعة ومجاراة نظرائهم.
ونتمنى للحملة التوعوية للتعريف بالدسلكسيا التي ترعاها شركة مشاريع الكويت بالتعاون مع الجمعية الكويتية للدسلكسيا للتعريف بالمرض وزيادة الوعي بين أولياء الأمور والاطباء والمعلمين النجاح، وأن تلقى التعاون من الجميع خصوصا المدرسة والمعلمين وأولياء الامور لاكتشاف حالات الدسلكسيا والتوعية بكيفية التعامل معها لإنقاذ العديد من المصابين بها، والحملة من المشاريع الخيرية الرائدة لخدمة المجتمع التي ان وجدت التعاون المطلوب فإن ذلك سينعكس بالايجاب على من يعانون بطء التعلم أو عسر القراءة وصعوبات التعلم بعد كشفها، والعمل على علاجها وشرح الطرق المناسبة للتعامل مع المصابين بها وتثقيف الأهل والمعلمين بها وتلافي آثارها السلبية.