دبي ـ أ.ف.پ: يهدف قرار مجلس التعاون الخليجي المفاجئ بفتح الباب امام عضوية الاردن والمغرب والتحول لناد للملكيات العربية، الى مواجهة مد الانتفاضات العربية والخطر الايراني بحسب المحللين، الا انه يثير تساؤلات ومخاوف كثيرة ويبدو بعيدا عن نبض الشارع الخليجي.
واحدث المجلس، صدمة عندما اعلن موافقته على انضمام الاردن اليه ودعوة المغرب الى البدء بمفاوضات الانضمام.
وقال المحلل السياسي من مركز بروكينغز في الدوحة ابراهيم شرقية ان «التغييرات التي تعصف بالعالم العربي وقد تطول منطقة الخليج هي العامل الرئيسي وراء القرار المفاجئ».
وبحسب شرقية، فان مجلس التعاون الذي اسس في 1981 «يعتزم اقامة تنسيق بين الملكيات العربية الثماني للوقوف في جبهة واحدة امام الثورات التي اقتصرت على الان على جمهوريات».
واعتبر شرقية ان «مثل هذا التنسيق معقول وشرعي» لكنه شدد على انه «لابد ان ننتظر حتى نرى الى اين سيسير هذا التنسيق، اما باتجاه تعزيز الانظمة وقمع اي محاولة للتغيير بمساعدة المغرب والاردن اللذين لهما خبرة كبيرة في المجالين الامني والعسكري او باتجاه ادخال اصلاحات تتناسب مع تطلعات الشعوب اعتمادا على التجربة السياسية للبلدين».
وتشعر دول المجلس بالقلق ازاء الانتفاضة الشعبية في اليمن، الذي يطمح منذ سنوات للانضمام للمجلس، لكن دون اي تقدم.
كما ان مخاوف دول الخليج ازاء ايران تصاعدت بشكل كبير في الاشهر الاخيرة على خلفية الحركة الاحتجاجية التي قادها الشيعة في البحرين.
وقال المحلل السياسي عايد المناع لفرانس برس «ينظر الى ايران على كونها تمثل تهديدا لامن الخليج، ودول مجلس التعاون يمكن ان تعول على خبرة جيشي المغرب والاردن في مواجهة اي خطر خارجي»، مع العلم ان المغرب والاردن هما بلدان سنيان.
كما تنظر دول الخليج بعين الريبة لدعم واشنطن، حليفتها الاساسية، للثورات العربية وخصوصا في مصر وتونس.
الا ان قرار توسيع المجلس اثار صدمة لانه اتى من دون تحضير مسبق بالنسبة للكثير من المراقبين والمواطنين الخليجيين، كما ان العقبات الاقتصادية للانضمام كثيرة وابرزها كون الاردن والمغرب بلدين فقيرين نسبيا، فإجمالي الناتج الداخلي للبلدين، 92 مليار دولار للمغرب و27 مليار دولار للاردن، يشكل 9% فقط من اجمالي الناتج الداخلي لدول مجلس التعاون بحسب رئيس مركز الخليج للابحاث عبدالعزيز الصقر.
ودخول 32 مليون مغربي و6.5 ملايين اردني الى المجلس سيضاعف عدد سكانه، الى جانب الفوارق الثقافية والتاريخية الكبيرة بين الخليجيين الذين تجمعهم عادات وتقاليد واحدة والمغربيين البعيدين جغرافيا.
وقال شرقية في هذا السياق «هذا المشروع سيفاقم دون شك مشكلة البطالة خاصة في المملكة العربية السعودية حيث تصل البطالة لنسبة 30 الى 40 % بين الشباب».
فالمغرب والاردن يعانيان من البطالة وستكون قواهما العاملة تواقة للعمل في دول الخليج الغنية بالنفط والمعتمدة بقوة على اليد العاملة الآسيوية حاليا.
واكد كتاب خليجيون على دهشتهم ودهشة المواطنين ازاء القرار المفاجئ و«الملتبس» الذي صدر عن مجلس التعاون.
وقال الكاتب السعودي المعروف داود الشريان في مقالة في جريدة الحياة «لا شك ان قرار مجلس التعاون بقبول الاردن ودعوة المغرب للانضمام قوبل بقلق شعبي واسع». واضاف «هذه الخطوة لم تجد ترحيبا شعبيا ورفضها بعض النخب بحجة ان توسيع مجلس التعاون في ظل تعثر التعاون الاقتصادي بين دوله الست سيكرس مسألة تفاوت الفهم بين الاعضاء».
واشار الكاتب الى انه «حتى الآن لم تعلن دول المجلس اسباب هذه الخطوة وتوقيتها وهل سيكون انضمام البلدين بشكل تدريجي او سيأخذ صيغة اخرى» الا انه قال ان «الاكيد هو ان اعلان الخطوة الخليجية الاخيرة من دون طرحها للاستفتاء كان مفاجئا لشعوب دول الخليج».