حمد الكوس
قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما مرت كأنها ساعة من نهار وعندما كنت طالبا في فصول الدراسة كنت شغوفا بالإعلام وخصوصا الجانب الصحافي منه، فدونت أناملي أول مقال لي وكان في ملحق الأنباء الإسلامي المسمى بالإيمان، وكان هذا الملحق يشرف عليه الأخوان مهدي عبدالستار ويوسف عبدالرحمن أبومهند، وغيرهما من محررين، فكانت هذه البداية التشجيعية لي وسعدت باستضافتهم لي، وكنت أرسل المقالات عبر فاكس أحد الإخوة، فكان يداعبني أحيانا بسبب اختياري السجع في العناوين فكتبت ذات مرة «نفض الغبار عن سير الأعلام الكبار» فقال لي لماذا لا تكتب إذا مقالا بعنوان: كش الذبان عن وجوه إخواننا الشيشان! فتبسمت لذلك، واستمرت مقالاتي وكان النشر لا يخلو من مقص الرقابة ومونتاج المحررين، وأحيانا يوضع اسم أخي الكاتب الصحافي احمد الكوس لتشابه الأسماء فكنت أغضب لذلك! ولكن كان أخي كان يطمئنني بأن أجري على الله وفكرتك قد وصلت، حتى لو كانت باسم غيرك! حتى انتبه المحررون لذلك بعد فترة، وبعدها أصبحت مقالاتي متقطعة في النشر حتى تمت استضافتي في إحدى المجلات الإسلامية وكنت في بعض الأحايين صارما في الردود مع أعداء الحق! واستمرت كتابتي فيها لعدة سنوات كانت من أمتع لحظات حياتي ثم مارست الكتابة في بقية الصحف اليومية، وخصوصا الصفحات الدينية حتى راودتني الفكرة بعد هذه السنين لأن أكتب بصفحة المقالات العامة بإحدى الصحف اليومية، واشتاقت نفسي للكتابة في هذه الجريدة العريقة التي لبت طموحي صغيرا وستلبيه كبيرا بإذن الله، وكان لي شرف المعرفة ببعض الإخوة العاملين فيها، وجوابا عن سؤالي لماذا اخترت الكتابة؟ فأقول اختصارا: الكتابة لها أهداف عدة منها إحقاق حق أو إبطال باطل أو توضيح فكرة بالبيان والشرح أو تذكير الناس بفكرة والله سبحانه (علم بالقلم ).. وهو من آياته سبحانه وبعض الناس يعكس ذلك لنشر فكر خاطئ وتضليل الرأي وكل هذا محاسب عليه الإنسان وسيفنى ويبقى حسابه يوم القيامة كما قال الشاعر:
ومامن كاتب إلا سيفنى
ويبقي الدهر مـا كتبت يـداه
فـلا تكتب بكفك غـير شــيء
يـسـرك فـي القيامة أن تــراه
ونيتي إن شاء الله إحقاق الحق بما بصرني الله من خير وبما استفدته من نظر في شريعة الإسلام لنصرة الحق والدين وخدمة وطننا العزيز ولتبصير من نسي أو جهل كما قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) وهذا سبب اختياري عنوان زاويتي (على بصيرة) ليكون الجميع على بصيرة بإذن الله بما يدور حولهم من أحداث.