أمر غريب وعجيب ان تكون وزارة التعليم العالي خارج حدود الزمن ولا تخضع لمواعيد العمل في الكويت، فالوزارة في منطقة شرق بأغلب إداراتها، وخصوصا إدارة معادلة الشهادات وتصديقها، لا تعمل يوم الخميس فهو بالنسبة لها يوم عطلة رسمية وبقرار مزاجي، ومن لا يصدق فليذهب بنفسه الى مبنى الوزارة ليتأكد وسوف يرى ورقة مكتوبا عليها «لا نعمل يوم الخميس» موضوعة بشكل بارز على احد المكاتب الأمامية، ويشاهد هناك رجل أمن مصريا مكلفا بإبلاغ المراجعين بأن أيام العمل هي من الأحد إلى الأربعاء فقط ولغاية الساعة الـ 12.
المئــات من الطلبة صدموا من هذا القرار خصوصا الخريجين الجدد الذين يأملون في سرعة تصديق ومعادلة شهاداتهم حتى يتمكنوا من اللحاق بالتسجيل في الوظائف التي أعلنت عنها بعض الوزارات هذا الشهر والتي لا تتوافر كل سنة وتم تحديد موعد أقصاه أسبوع لتقديم الأوراق المطلوبة ومن أهمها معادلة وتصديق شهادة المتقدم للوظيفة من وزارة التعليم العالي، وهنا مكمن المشكلة التي قضت على أحلام الطلبة وهي ان إدارة معادلة الشهادات في وزارة «التحطيم» العالي متبــاطئة ومتكاسلة فهي تعطي مواعيد تتفاوت بين ستة أشهـر وسنة لكي يحصل الطالب على معادلة لشهادته مما يحرمه من التقدم للوظائف العامة التي تطرحها وزارات الدولة في هذا الوقت، ويؤخره سنة كاملة بسبب عدم قيام الوزارة بدورها بسرعة انجاز تصديق ومعادلة الشهادة.
والغريب ان الأمر ليس بالصعوبة التي تخلقها الوزارة فالطالب قبل دراسته في الخارج يفتح ملفا في وزارة التعليم يحدد فيه الدولة والجامعة التي يرغب في الدراسة بها ثم يسافر هناك ويفتح ملفا في الملحقية الثقافية التابعة لوزارة التعليم في بلد الدراسة وتتم متابعة الطالب أكاديميا لحظة بلحظة، وعند تخرجه يتم تصديق شهادته من الجامعة ووزارة التعليم في الخارج ثم من الملحق الثقافي الكويتي والسفارة الكويتية ومن ثم يعود للكويت لكي يتم التصديق عليها من وزارة التعليم، فكل تلك الخطوات موجودة اصلا في ملفه بوزارة التعليم في الكويت وبضغطة زر واحدة من الحاسب الآلي يتأكد الموظف من معلومات الطالب.
إذن فما الحاجة الى تدمير مستقبل الطلبة بإعطائهم مواعيد تتجاوز الأشهر لمعادلة شهاداتهم والتصديق عليها، والعملية في الواقع لا تستغرق ساعات على الأكثر، والغريب في الأمر ان معالي وزير التربية والتعليم د.نايف الحجرف يعلم تماما بهذه المأساة فقد سبق ان دخل متنكرا إلى إدارة معادلة الشهادات وتحقق من وجود تلك المأساة، واعترف لوسائل الإعلام بوجود تلك المشكلة، ورغم مضي أكثر من أسبوع على اكتشافه وإعلانه إصلاح الخطأ إلا ان الإدارة مازالت تمارس نفس الخطأ دون أي تغيير، فيا معالي الوزير لقد ضاعت أحلام أبنائك الطلبة فأدركهم قبل فوات فرص التقدم للوظائف التي تم الإعلان عنها، فلم يتبق على مواعيد تقديم الأوراق سوى يومين.
[email protected]