الانسان من حيث المبدأ حر بتصرفاته لكن لهذه الحرية حدودا وهي ان حريتك تنتهي عندما تصل الى حرية الآخرين، وهي تتقيد بحدود تفرضها الاخلاق والدين والقانون والعادات والتقاليد ومجرد تجاوز هذه الحدود يتحمل الشخص نتائج تجاوزه، تتدخل بهذه الحرية الاحساس بالمسؤولية اي يلزم الشخص بالافعال والاعمال التي يقوم بها يثاوب عليها اذا التزم ويعاقب عليها اذا اساء استخدامها، فالشخص يتحمل نتيجة افعاله، والمسؤولية تكون دينية واجتماعية وأخلاقية وقانونية يلزم بها الشخص امام الله والمجتمع والدولة ونفسه اولا اي الضمير ومتى ما التزم بها المرء بكل هذه الجوانب نجح هو ونجح المجتمع ومنها نجحت الدولة وعمت الفائدة على الجميع، لان بنيان الدولة سيكون قويا غير قابل للصدع عند التعرض لاي محنة، التزام الفرد بالمسؤولية من جميع نواحيها تجعله ذا قيمة في مجتمعه وهذا يأتي من الصغر وهنا يأتي دور البيت والمدرسة، فالوالدان لهم دور كبير في غرس هذا المفهوم عمليا ونظريا، لان المسؤولية هي دستور اخلاقي متى ما غرس بالطريقة الصحيحة عن طريق التربية الصحيحة اصبحت حياته المستقبلية تدريجيا اكثر اتزانا ونجاحا، فالتربية ليست اوامر فقط هي سلوكيات يتم ترسيخها تدريجيا عند الطفل، نعلمه قيمة الحياة، المال، الاخلاص، العطاء، الولاء، الصدق، العلم، الاحترام، الامانة، طاعةالامر، المسؤولية هي قيمة انسانية هي التي ترفع الشباب الى عالم المثالية وأن تقدم أي امة او دولة تعرف بمدى التزام اهلها وشعبها بالقوانين والقيم والمبادئ الانسانية وتحمل مسؤولية ما يقول ومايريد ان يختار، واذا اراد اي شعب التطور فلابد ان يعرف كيفية تحمل المسؤولية بأنواعها متى وكيف ولماذا وبماذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في اهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته»، ويؤكد هذا الحديث ان المسؤولية في الدين الاسلامي غير مقتصرة على الحاكم او جماعة المسؤولين بل هي مهمة الجميع من افراد المجتمع للحفاظ على القيم الاخلاقية، ولابد ان يدرك الجميع اهمية تربية الناشئة على ممارسة المسؤولية في حياتهم سواء في البيت او المدرسة او الشارع وتتنوع مسؤولياته على حسب عمره وموقعه حتى نرتقي، الحياة حلوة بس نفهمها.
[email protected]