بقلم: سعود السبيعي
«اشتدي يا حكومة تنفرجي وتساهل يا مجلس تبتهج»، فلا توجد ازمة بين السلطتين بعد ان بلغ العشق بينهما مداه فقد تم ترحيل الازمة من المجلس الى الشارع الذي بدأ يترقب احداث هذه العلاقة الحميمية بين الحكومة والمجلس علّ وعسى ان تثمر تلك العلاقة المال والبنون بعد ان اشاع العذال ان الحكومة عاقر والمجلس عقيم والطلاق بينهما نتيجة حتمية بل ان العذال الاشقياء زادوا في القول بأن مجلس بو صوت واحد ليس قادرا على القيام بدوره الشرعي ولن يستطيع «شكم» الحكومة واجبارها على طاعته ولم يجد المعارضون عيبا واحدا في هذا المجلس سوى نعته بمجلس بو صوت واحد، معتقدين انهم بهذه التسمية سيؤثرون في نفسية اعضائه وانهيار معنوياتهم، الأمر الذي يدفعهم للاستقالة وحل مجلس الامة، هاهاهاهاها تعجبني خفة دم المعارضة واسلوبها في ممارسة الحرب النفسية واكثر ما يثير ضحكي حين يصرح احدهم، قائلا ان هذا المجلس هو مجلس ربع الامة، هاهاهاهاهاها يا سلام عليك يا غضنفر الامة يا صلاح الدين الايوبي، ألا يعلم هؤلاء الكوميديون انهم تحولوا من ممثلين للامة الى مهرجين تضحك على فكاهة تصريحاتهم الامم فكم هو جميل ان ترى الكوميديا السياسية اخذت مكان الدراما الاجتماعية! فهذا دليل تعافي المجتمع نفسيا على كل حال، فلكل زمان دوله ورجاله ولكل مسرح ممثلوه، ونقول لمن يمارس تلك الفكاهة انه مهما اطلقت من تسميات على هذا المجلس فهو المجلس الشرعي الذي يمثل الامة بأسرها واقعيا ودستوريا ولن تنال منه نكتة من هنا وطرفة من هناك يطلقها مهرج يفترش الحدائق العامة ويلتحف أرصفة الشوارع، مع التأكيد على ان تلك النكات والطرائف لها دور ايجابي في اسعاد الناس ونواب المجلس واضحاكهم على من بلع الطعم وفاته القطار «دعونا نثقل شوية ونعيد ترتيب تنسيفة السبعة» ونعود بعد هذا الفاصل الفكاهي الى علاقة الحكومة والمجلس، فالحكومة تردد دائما اغنية «كايدة العذال انا من يومي» والحكومة لا شك كيدها عظيم خصوصا ان من يتكتك لها وينسق مؤامراتها وعلاقاتها هي الوزيرة رولا دشتي، ورولا اشد فتكا من سم الثعبان الافريقي واسرع تملصا من الزئبق الاحمر، فأحذر المجلس ان يكون اكثر يقظة وحرصا ولا ينخدع بمعسول الكلام وغنج الحكومة، فتأجيل الاستجوابات تضحية من المجلس وكان مشروطا بتعاون الحكومة وموافقتها على اسقاط فوائد القروض واقرار قوانين شعبية ترفع مستوى دخل المواطن وتصلح شأنه العام، فالحكومة والمجلس تحت الاختبار فاحذروا غضب المواطنين، ومن هنا الى نتيجة هذا الاختبار سيتضح صدق نوايا المجلسين وبعد ذلك سيكون لنا معهما مقال.
[email protected]