دعت الحكومة التركية امس المتظاهرين لإخلاء ميدان تقسيم، في الوقت الذي اعربت فيه عن نيتها اجراء استفتاء لاستطلاع آراء المواطنين بشأن تطوير الميدان.
فخلال اجتماع مع ممثلي المحتجين مساء امس الاول، اقترح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اجراء استفتاء في اسطنبول حول تطوير ساحة تقسيم، وهو المشروع الذي كان وراء بدء حركة احتجاجية واسعة ضد الحكومة. وقال نائب رئيس الحكومة حسين تشيليك «يمكننا ان نطرح هذه المسألة على استفتاء شعبي (...) وفي الديموقراطية وحدها ارادة الشعب هي التي تؤخذ بالحسبان». وطلب تشيليك مرة اخرى من المتظاهرين الذين لا يزالون يحتلون حديقة جيزي المجاورة لساحة تقسيم بضرورة مغادرتها «في اسرع وقت ممكن». وقال «ان حديقة جيزي يجب ان تخلى في اسرع وقت ممكن، لا يمكننا بالتاكيد الموافقة على استمرار هذه التظاهرات الى ما لا نهاية». وتابع تشيليك بالقول «يجب ان تعود الحياة الى طبيعتها في حديقة جيزي واعتقد انه بعد مبادرة حسن النية هذه «احتمال اجراء الاستفتاء» فان الشبان سيقررون مغادرتها».
من جانبه، اكد وزير الداخلية التركي معمر غولير ان احتلال حديقة جيزي في اسطنبول يجب ان يتوقف سريعا. وصرح غولير امام الصحافة في انقرة ان «هذا الوضع غير مقبول في ديموقراطية». وتابع «اتخذنا الاجراءات الامنية اللازمة. الشرطة مستعدة يوميا لاعادة النظام وضمان الامن».
واشارت شبكة التلفزيون التركية «ان.تي.في» الى ان اردوغان شخصيا اسر لزوار ان «كل شيء سينتهي خلال 24 ساعة»، لكن تشيليك نفى ان يكون ادلى بتصريح كهذا.
وفي المقابل، اعرب المتظاهرون عن رفضهم لفكرة الاستفتاء، معتبرين انه لا يحل الخلاف بشأن الحقوق الانسانية الأساسية والحريات الشخصية في تركيا.
واكد ممثل للمتظاهرين لوكالة فرانس برس ان اقتراح اردوغان اجراء استفتاء ليس قانونيا ولا مرغوبا فيه.
وقال تيفون كهرمان من حركة «تضامن تقسيم» اكبر تنسيقية للمتظاهرين في الموقع «هناك اصلا قرار قضائي اوقف الاشغال في الحديقة. في هذه الظروف اجراء مشاورة شعبية للبت في مصير الحديقة ليس قانونيا». واكد ان «الشروط لم تتحقق» لتنظيم مثل هذا الاستفتاء، اذ ان القانون التركي ينص على ان اللجوء الى الاستفتاء لا يتم الا في اطار اصلاحات دستورية، وتساءل «هل نقرر تنظيم اقتراع لنعرف ما اذا كان علينا معالجة مريض بالسرطان؟».
بدوره، وجه اردوغان امس «انذاراً اخيراً» الى المتظاهرين كي يخلوا على الفور حديقة جيزي في اسطنبول.
وقال «حافظنا على صبرنا حتى الان لكن صبرنا بدأ ينفد.. اوجه انذاري الاخير: ايتها الامهات والآباء الرجاء سحب ابناءكم من هناك».
واضاف في كلمة في انقرة امام رؤساء البلدية المنتمين الى حزبه العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي «لا يمكننا الانتظار اكثر من ذلك لان حديقة جيزي ليست ملكا للقوى التي تحتلها، انها ملك للجميع». وتابع «ادعو اخواني المدافعين عن البيئة: لا تجعلونا نشعر بالحزن لفترة اطول، دعونا ننظف حديقة جيزي لاعادتها الى اصحابها الشرعيين (...) سكان اسطنبول».
وفي خطابه اكد اردوغان عزمه على استشارة سكان اسطنبول حول المشروع المتعلق بساحة تقسيم وحديقة جيزي التي كان نبأ هدمها الشرارة التي ساهمت في اندلاع التظاهرات في 31 مايو. وقال ردا على المتظاهرين الذين اكدوا ان استفتاء لن يكون قانونيا «يمكن للبلدية استشارة سكانها على مستوى اقليم بيوغلو «حيث تقع الحديقة» او مدينة اسطنبول (...) ليس هناك اي عقبة قانونية».
وعلى صعيد ذي صلة، رفض وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الانتقادات الاوروبية لتعامل بلاده مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ اسبوعين. ووصف اوغلو تلك الانتقادات بانها «غير مقبولة»، وذلك ردا على قرار للبرلمان الاوروبي دان فيه الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة التركية ضد المحتجين.