قد أقبل العيد، وما العيد؟ العيد أجمل ما يقال من الكلام، من السلام، من كل ثغر باسم قد عمر الشهر الفريد، العيد فرحة أهلنا بالخير والفطر السعيد، العيد فوز العابدين وشوق العارفين إلى المزيد، العيد عرس العاكفين على التلاوة من جديد، العيد أنا قد بقينا كي نعود لنستعيد، العيد ذكرانا مع الأنفاس تنعشنا وتعبق من أزاهير الوجود، العيد عطر لامس الإحساس أظهر ما نريد، العيد عقد كالفريد.. تلألأ.. أنطق كل جيد، العيد أمي حين تخضب كفها وتبارك العيش الرغيد، العيد جيران أضاءوا البشر، جاءوا من قريب أو بعيد، العيد ست قد أحالت صومنا دهرا يكافئ من يريد، العيد ثوب قد كسا الفقراء من قبل أن يكسى الوليد.
العيد وما العيد؟ العيد هل هلاله، يا قومنا، هل نسمع الدنيا نشيد؟ هل يقبل الرحمن منا؟ من ركوع أو سجود؟
يا رب إنا قد سألنا العتق فاقبل يا مجيد، يا رب إنا قد تخلل وقتنا لهو وأصبح جهدنا جهدا زهيد، يا رب عاملنا بلطفك يا مجيد، يا رب إنا قد عرانا الهمّ فارحم ضعفنا، وانصر رجالا صامدين على الكرامة ثابتين، قد حطموا قيد العبيد. العيد وما العيد؟ العيد نصرك يا معيد.. قد فات عيد ـ أمتي ـ بجماله.. وأتاك عيد لا تحزني لفواته.. واستقبلي العيد الجديد، هو رائع الإشراق أضحى مثل هاجر في الصعيد، إذ لاح زمزم ظامئا يسعى إلى ثغر الوليد، هو ساطع كسرور أحمد كلما قدم الوفود، هو ضاحك رغم اليهود.. وكل أذناب اليهود وبرغم ما مكروا وما حشدوا لديني من حشود، ما كنت أيأس أن أرى الإسلام في الدنيا يسود، أتراه عيني؟ ليس همي.. كل همي أن يعود ستراه أجيال لنا.. ويراه أشبال أسود، فبشائر الإسلام تزحف رغم أثقال القيود، في الأرض تزحف دعوة الإيمان تجتاح السدود، زحف الوفود إلى الحجاز تدفقوا عبر الحدود، أوما سمعت هتافهم« لبيك» يدوي كالنشيد، يدوي بأعماق الصدور.. وكل آفاق الوجود، أوما رأيت جباههم في الليل عطرها السجود وملائك الرحمن ترفع كل نجوى للودود، حتى إذا برق الصباح، فكان عيدا للوفود، فاستقبلي هذا الصباح بكل ألوان الورود فالمسجد الأقصى يعود.. مادام ذا الأضحى يعود قد عاد عيدك ـ أمتي ـ فاستقبلي العيد السعيد، وبطاقتي يا أمتي: «أنت بخير.. كل عيد». كما قال الدالاتي في رائعته.
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .humod2020@
[email protected]