- أجهزة رادارية لتصوير عمق 600 متر تحت الأرض عبر قمر صناعي سيطلق خلال 3 سنوات بتكلفة 167 مليون دولار بتكلفة مشتركة بين «ناسا» ومعهد الأبحاث
- صحراء الكويت تشابه الموجودة على سطح كوكب المريخ والمغطاة بالكثبان الرملية
دانيا شومان
استضافت الرابطة العربية للعلوم بالنادي العلمي د.عصام حجي عالم الفضاء بوكالة «ناسا» الأميركية، والمستشار العلمي للرئيس المصري عدلي منصور على هامش زيارته إلى الكويت لإلقاء عدة محاضرات ومتابعة الاتفاق على تنفيذ مشروع مشترك بين الكويت و«ناسا» لإطلاق قمر اصطناعي يصور آثار المياه الجوفية في الصحراء وتستفيد منه الكويت ودول المنطقة بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية.
وقد ألقى د.حجي محاضرة لأعضاء الرابطة بحضور عضو مجلس إدارة النادي العلمي علي كاظم الجمعة ورئيس ومؤسس الرابطة العربية للعلوم سلمان العتيبي، ورئيسة ومؤسسة مركز دوافع الثقافي وسفيرة مؤسسة الفكر العربي بالكويت آلاء السعيدي وأعضاء الرابطة.
وعبر د.حجي عن سعادته بفكرة الرابطة وأن يلقي محاضرته لأعضائها بعيدا عن أمور السياسة باعتباره المستشار العلمي للرئيس المصري.
وفي بداية المحاضرة أوضح د.حجي أهمية تكنولوجيا التصوير بالرادار المخصصة لرواد الفضاء لاستكشاف المياه تحت سطح كواكب المجموعة الشمسية والتي تزود رواد الفضاء بمعلومات دقيقة عن أعماق هذه الكواكب بخلاف التي يحصلون عليها عن طريق تصوير الأقمار الصناعية العادية والتي تعطي صورا لما هو موجود على السطح فقط، إذ تعمل تقنية التصوير بالرادار بتكنولوجيا متطورة جدا تخترق الطبقات الجيولوجية بحثا عن المناطق المشبعة بالمياه، وتستخدمها البعثات العلمية في «ناسا» لدراسة المزايا الجيوفيزيائية والبيئية للأجرام السماوية وكواكب المجموعة الشمسية، بما فيها المريخ والقمر والأرض، حيث يستطيع التصوير بالرادار أن يخترق طبقات الأرض ويصور الوديان الجافة والتي تدل على أماكن وجود المياه.
وزاد د.حجي أن الدول العربية في أمس الحاجة إلى استخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار لكشف ما تختزن مساحتها الصحراوية الشاسعة من ثروات مائية هائلة.
وعن الهدف من زيارته للكويت قال د.حجي إنها تهدف إلى متابعة التعاون المشترك الذي بدأ منذ 3 سنوات بين الكويت ممثلة في معهد الأبحاث و«ناسا» والذي يهدف إلى تطوير تكنولوجيا اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية وكواكب المجموعة الشمسية تستفيد منه الكويت ودول العالم، وإجراء تجارب علمية لإمكانية استخدام تكنولوجيا التصوير بالرادار للتنقيب على المياه الجوفية تحت سطح الأرض وفي الأعماق دون الحاجة إلى مجسات على الأرض كما هو شائع في التنقيب عن المياه، مضيفا أن هذا المشروع سيتم التوقيع فيه خلال الشهور القليلة القادمة.
وأشار إلى أن هذا المشروع جاء لتشابه صحراء الكويت بالصحراء الموجودة على سطح كوكب المريخ والمغطاة بالكثبان الرملية، مشيرا إلى أنه إذا تسنى لنا معرفة كميات المياه الجوفية الموجودة وتمكنا من رسم أماكن تواجدها بشكل دقيق فإن ذلك سيساعدنا بدرجة كبيرة في معرفة التغيرات البيئية والمناخية التي تمت في الحقب الماضية.
وأضاف أن هذه التجربة ستعمم على أكثر من منطقة، وأنه سيطور أجهزة رادارية قادرة على تصوير عمق 600 متر تحت الأرض عبر قمر صناعي سيطلق خلال 3 سنوات بتكلفة 167 مليون دولار، بتمويل مشترك بين ناسا بـ 160 مليونا ومعهد الكويت للأبحاث العلمية بـ 7 ملايين دولار.
وقال د.حجي إن التغيرات المناخية تؤثر في مخزون المياه، لافتا إلى وجود بدائل للنفط مثل الطاقة النووية والطاقة الكهربائية، لكن لا يوجد للمياه بديل، لذلك نبحث عنها بشكل جاد من خلال التقنيات التكنولوجية المتطورة المتاحة لدينا، وأهمها تقنية التصوير بالرادار.
وتطرق د.حجي خلال المحاضرة إلى بعض المهام التي شارك وأشرف عليها مثل مهمة استكشاف صحراء مصر الغربية ومقارنتها بصحراء كوكب المريخ عن طريق التصوير بالرادار والتي أظهرت التشابه الكبير بينهما، وهذه المهمة استفادت منها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في أبحاثها، وساهمت بشكل كبير في رحلة استكشاف المياه على كوكب المريخ.
وعن مهمته الحالية في مركز الدفع الصاروخي بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قال انه يقوم بتدريب فريق مركبة استكشاف المياه على سطح كواكب المجموعة الشمسية، وهذه المركبة على غرار مركبة رواد الفضاء، مزودة بجهاز للتصوير ثلاثي الأبعاد لتصوير الجليد تحت سطح كواكب المجموعة الشمسية، كما أنها ترصد تحركات رواد الفضاء وتوجههم إلى المناطق التي يجب أن يجمعوا العينات والتحاليل منها، مشيرا إلى أن التجارب الآن تجرى في صحراء فلوريدا الأميركية، متمنيا أن تجرى مثل هذه التجارب في صحراء الوطن العربي، مضيفا أنه قد عمل على تدريب رواد الفضاء الذين شاركوا في مهمة المركبة «كاسيني» التي أطلقت عام 2004 والتي جاءت اكتشافاتها لمساعدة العلماء في فهم طبيعة الغلاف الرمادي الضبابي لكوكب زحل تيتان.
وكشف د.حجي بأنه المسؤول العلمي في مركز الدفع الصاروخي بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والذي يعمل به أكثر من 131 عالما كلهم من فئة الشباب، وتدريب رواد الفضاء، لافتا إلى أن بدلة رائد الفضاء سعرها 18 مليون دولار ووزنها نحو 45 كيلو.