نوال الدرويش
لاشك أن العمل في القطاع الخاص له الكثير من الميزات عن العمل بالقطاع الحكومي من جميع الجوانب، وقد تطرقنا إلى بعض هذه الميزات في مقال سابق. ومن المؤكد أن للحكومة الدور الأكبر في تشجيع الشباب على الانخراط في هذا القطاع، ولكننا اليوم لسنا بصدد الحديث عن محاسن القطاع الخاص وما يتيحه من فرص للإبداع والابتكار واستثمار طاقات من ينخرط فيه، لأن ما يحصل الآن في هذا القطاع جعل الموظف يقلب أوراقه ويعيد حساباته.
ففي ظل الأزمة المالية العالمية وفي الوقت الذي يمر فيه العالم كله بخسائر مادية جراء تلك الأزمة، أصبح العاملون في القطاع الخاص المتضرر المباشر منها، بعد أن أثرت بطريقة مباشرة على أصحاب الشركات، والذين سارعوا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتعويض خسارتهم بالطريقة الأنسب، والله يكون بعونهم لأنها ليست بقليلة، وكان أول الحلول وأسهلها الاستغناء عن عدد من العمالة وتقليل رواتب البعض الآخر، لكن هناك بعض التساؤلات من قبل الموظفين الذين يعود إليهم جزء من الفضل في نجاح أي شركة أو مؤسسة:
السؤال الأول للحكومة، فهي التي شجعت هذه الفئة على الانخراط في «الخاص» بدعم العمالة، لكن هل هذا يكفي، وما الفائدة إذا تم تسريح هذا الموظف؟
السؤال الثاني لأصحاب الشركات، ولهم نقول لهم إن التوفير يأتي بطرق كثيرة منها وقف الدورات الخارجية، السيارات المكلفة، الساعات الإضافية، الهدايا، التعيينات الجديدة.. والحل الأخير هو تسريح الموظف، لكن ما يثير الدهشة هو أن تكون هناك تعيينات جديدة بالشركات من غير دراسة، فمن المسؤول عنها؟ لا شك أن إدارة كل شركة هي المسؤول الأول.
عندما يتم تسريح الموظفين أعتقد انه سيترتب على ذلك الكثير من الأمور منها أسرة هذا الموظف وما سيتعرض له صاحب الأسرة، ولنفرض أن الموظف تم تسريحه وأن لديه التزاما بأقساط على راتبه فمن سيدفع؟ وماذا نتخيل من عواقب قد تترتب على التأخير أو عدم الدفع؟ كما أن هناك بعض النساء مسؤولات عن تربية أولادهن فمن أين تأتي الواحدة منهن بمصروف الصغار أتستدين أم ماذا تفعل؟!
الأمثلة كثيرة وكل منا بإمكانه أن يضع منها العشرات إن لم يكن المئات لأسر مهددة في حياتها ومستقبل أبنائها لأن عائلها موظف بالقطاع الخاص، وسينعكس ذلك على المجتمع بشكل مباشر وستمتد آثاره إلى زمن بعيد، فماذا فعل المسؤولون لمواجهة كل هذا التهديد؟
النقطة الأهم: بعد تعديل الأوضاع وحل الأزمة هل يستطيع أصحاب الشركات أن يلقوا الثقة في نفس الموظف ليحق لهم أن يطلبوا الولاء والعطاء والإخلاص منه؟