عبارة اعتدنا على مشاهدتها في القنوات الإخبارية... عادة ما تكون مصحوبة بخبر مهم قد يؤثر على سير حياتنا أو معلومة نخزنها في ذاكرتنا، بكل ما تحمله هذه المعلومة من صور وأحداث ومواقف!
مع تزايد أعداد مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي المختلفة، ظهر لنا ما يسمى بـ «الظاهرة» الغريبة التي جعلت مستخدمي هذه الشبكات يمتهنون «وظيفة» المراسلين الإخباريين الذين يقومون بدورهم في نشر الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي كـ «تويتر» بطريقة الـ «خبر عاجل»!!
ولكن الفرق بين خبر عاجل «إخباري» وخبر عاجل «تويتري» كالفارق بين السماء والأرض!!
فيفترض من وسائل الإعلام الإخبارية الرسمية ان تتحقق من صحة الخبر ومصدره قبل نشره عبر محطتها، وذلك لأسباب عدة لعل أبرزها احترام عقل «المتلقي» وللحفاظ على مصداقية الوسيلة الإعلامية الإخبارية. الهدف الرئيسي من التحقق من صحة الخبر ومصدره هو الحد من تناقل الشائعات... فالإشاعة في مجملها هي كـ «الفيروس» يضر حامله ومن يتناقله ومتلقيه!
الإشاعة مصدر رئيسي لتفشي «الجهل» بين أفراد المجتمع... فديناميكية الإشاعة هي إلهاء الناس بشيء بعيد عن الحقيقة... وفي أغلب الأحيان تكون الإشاعة عاملا رئيسيا في إخفائها!
فما دخل وسائل التواصل (كتويتر والواتساب على سبيل المثال) في نشر الإشاعة والأخبار المغلوطة فاقدة الصحة والمصدر؟
للأسف الكثير!
فوسائل التواصل (كمسماها) وضعت لتقرب الناس من بعضها... وضعت للتواصل... وضعت لتناقل المعلومات بين الأطراف بسلاسة ويُسر... إلا أنها للأسف الشديد أصبحت في عالمنا العربي وسيلة للـ «تناحر» الاجتماعي وأرضا خصبة لتناقل الإشاعات وترويجها!... بل ذهب البعض إلى أكثر من ذلك حتى وصل بهم الحال الى اعتبار تويتر والواتساب مصادر إخبارية معتمدة!
فحذار من تناقل الأخبار دون التأكد منها... فالواجب التثبت من صحة ومصدر الخبر حتى لا نأثم عليه... عملاً بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (6) الحجرات.
للأسف الكثير يتناقل الإشاعة باستسهال تام دون التفكير... فينقلها وكأنها من المسلمات، دون التحقق من منطقيتها باستخدام إحدى نعم الله على الإنسان المتمثلة في نعمة العقل!
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (15) النور
خبر عاجل...!
الفساد يتشكل بأشكال عديدة ولا يقتصر على سراق المال العام فقط... تناقل الشائعات والبحث عن «السبق» في إيصال الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يساهم بطريقة او بأخرى في نشر الفساد دون علم ناشره!
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh