يمثل يوم غد 4 يونيو الذكرى الأولى على رحيل والدي أحمد عبدالوهاب المفلح رحمه الله... الذكرى الأولى على شحوب الجسد بعد فراق الروح... فقد كان رحمه الله بمثابة الروح في الجسد... لقد كان ضميري الذي يؤنبني عند الخطأ، وقلبي الذي يملؤه الفرح عند صواب العمل.
رحيلك ترك فجوة كبيرة بالنسبة لي... يصعب علي إيجاد جليس بهامتك... فأنت الأنيس والصديق والحكيم والأب... لقد كنت الأخ للكبير.. والأب للصغير.. والإنسان العطوف للفقير... لقد كنت مصدر كل ما هو جميل بالنسبة لي... وعند رحيلك تركت لي «ألبوم» من الذكريات أتصفحه ليمدني بالقوة عند مواجهة الصعاب... كم أنت كريم في الدنيا وكريم بعد رحيلك.
جميل أن يكون للإنسان أب...
وجميل أن يكون للإنسان صديق...
والأجمل أن يكون للإنسان أبٌ صديق...
فكم هو صعب الجلوس وحيداً أمام كرسي فارغ كان يملؤه شخص بقدرك يا أبي... أجلس في وسط ذكراك فأكون «حاضر» الجسد و«غائب» الذهن!
أعانق ذكرى جميلة وأسرح بعالم مثالي أختار فيه شخصيات الحكاية وأرسم شكل الحوار... قد يعتبر البعض هذا الفعل هروبا من الواقع، أو العيش في حلم، وربما نجد بين الواقع والحلم شيئا جميلا يجعلنا نتطلع للغد بابتسامة عريضة ملؤها التفاؤل والطمأنينة... التفاؤل بأن الله قادر على أن يأتي بما هو أفضل... والطمأنينة تأتي بعد التوكل على الله عز وجل والرضا بقضائه وقدره...
وبهذا لا يجد الحزن مكانا بين القلوب المطمئنة فيستطيع العقل أن يسرح بكل ما هو جميل ...
والجميل في قصتي لهذا اليوم ووجودي بين الواقع والحلم هو قضاء تلك الدقائق التي أجلس بها معك بعد أن يخلد الجميع إلى النوم، لنتبادل أطراف الحديث فتسألني عن يومي... وأسألك عن يومك... فأقبل رأسك... وأتطلع لبداية يوم جديد.
أريد أن أقولها بأعلى صوتي... لقد اشتقت لهذه الدقائق... اشتقت لك يا أبي ولتفاصيلك كلها دون استثناء!
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان دون ذلك فتجاوز عن سيئاته، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم أدخله جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh