الموضوع أبعد ما يكون عن مائدة الطعام، على الرغم من استخدام العنوان كرمز يصف ألذ جزء من أي طبق وهو ما يوجد في قاع القدر أو في العامية «بقاعة الجدر»!
يؤرقني الجدل السائد منذ أعوامٍ عديدة عن السبب الرئيسي في تدهور أوضاع البلد... ومحاولة البعض التعرف على الأشخاص أو الجماعات أو حتى الجهات المسؤولة عن هذا التدهور... وكأن في معرفة المسؤولين عن الإخفاق ما سيغير من نتائج هذا الإخفاق أو حتى محاسبة متسببيه!
من وجهة نظري المتواضعة أن معرفة الخلل في «المنظومة» والعمل على إصلاح هذا الخلل اهم بكثير من معرفة «الأشخاص» المسؤولين عن أحداث الخلل والإخفاق... لأن وبمجرد إصلاح «المنظومة» لن يجد الإخفاق أو «المخفق» مكانا له في «المنظومة»!
ولعل أهم عنصرين من عناصر النجاح في أي «منظومة» هما وجود «الرغبة» في وضع رؤية واضحة وشاملة، ووجود أهداف واقعية لتحقيق هذه الرؤية...
في ظل غياب «الرغبة»... وعدم وجود الرؤية... سنظل نحوم حول نقطة البداية... لا نبتعد عن هذه النقطة ولا نتقدم خطوة... لا نعرف الطريق نحو تشكيل الهوية التي نريدها... لا نبتعد عن «منطقة الراحة» مما يجعل ما نقوم به شيئا روتينيا لا يحتاج لجهد بقدر الحاجة لتكرار العمل كما هو بغض النظر عن النتائج... حتى أصبحت إخفاقاتنا روتينية!
غياب الأهداف الواضحة أمر محتوم في ظل عدم وجود الرؤية... فإن وجدت الأهداف كما يزعم البعض، فسنجدها إما سهلة أو غير واقعية لا ترتبط بجدول زمني ولا حتى في مقياس متعارف عليه لقياس مدى إخفاقنا أو نجاحنا في تحقيق الأهداف... ولا حتى لمحاسبة المتسبب في عدم تحقيق الأهداف! فلا عقوبة للإخفاق في بلدي... بل نذهب إلى أبعد من ذلك ونكافئ من أخفق من باب «التعاطف».
عدم وجود رؤية واضحة يتم تبنيها من قبل الجميع على مستوى الدولة... وغياب أهداف واقعية تساهم في إيصالنا إلى الطرف الآخر من رؤيتنا... لا يجعلان منا سوى أشخاص نأخذ من ردات الفعل منهاجاً للعمل ونترك الفعل للظروف!
أين نحن ذاهبون؟ وكيف سنصل؟ يعتبران من الأسئلة الشائكة التي تدمي الضمائر وتفتح أبواب الجدل ليطل علينا ممثلو الفرق المتنازعة يشيرون بأصابع الاتهام لبعضهم البعض... ويبقى مستقبلنا «بقاعة الجدر»!
«حكوكة»
يقول الغربي... نحن مشاكلنا تولد حلولا فتتلاشى المشاكل.. وأنتم حلولكم تولد مشاكل فتتلاشى الحلول!
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh