بداية أودّ التنويه أن هذا الموضوع قد يسبب تقلبات فكرية عديدة لأي شخص يعاني من أجواء غير مستقرة مع ذاته... وأودّ أيضاً أن أذكر بأن ما سيتم طرحه لا يعتبر رأيا علميا بحتا في دراسات علم النفس وإنما يعبر عن رأيي الشخصي المتواضع...
نتكلم في المجمل عن تطوير الذات والحاجة لإصلاح كل ما هو «مهلهل» في داخل الإنسان، والهدف الأسمى يتلخص في الوصول الى الحالة المثلى التي نستطيع من خلالها أن نكون جزءا من عمل «نقي» وإيجابي لتطوير المجتمع بأسره.
فالهدف واضح، ولكن الطريق للوصول لهذا الهدف ليس مفروشاً بالورود... فحاله حال طريق الواقع حيث تشرق عليه الشمس وتغرب!
بتبسيط مفهوم «ذات الإنسان» نجد أن الذات لها جانبان... جانب مشرق دائماً ما نتحدث عنه، وجانب مظلم نختار طوعاً أن نمر عليه مرور الكرام أو نتعمد تغافله لأسباب عديدة... منها عدم معرفتنا بوجود هذا الجانب المظلم أساسا، أو بسبب عدم قدرتنا على مواجهته، وأحياناً أبعد من ذلك، حيث إن الجانب المظلم يتحكم بنا كالدمى... لا حول ولا قوة!
اختلاف البشر (من الداخل) يكمن في اختلاف نسبة الجانب المشرق والجانب المظلم في ذواتهم... فإذا قمنا بالمقارنة بين شخصين، احدهما ذو جانب مشرق للغاية، والآخر طغى الجانب المظلم على ذاته... سنجدهما يتعاملان مع المواقف باختلاف كبير... حيث «المشرق» عادة ما يحسن الظن ويرى الطيب في الناس ويعذر من يحب، في حين «المظلم» ينتابه سوء الظن باستمرار ويرى في الطيب «سذاجة» وينتظر الزلة على الناس... فالإنسان «المظلم» عندما يواجه إنسانا «مشرقا» سيتخيل له وكأنه واقف أمام مرآة تعكس ضعفه وقلة حيلته التي طالما يهرب من مواجهتها!
التحكم في الجانب المظلم من ذات الإنسان يكون من خلال إدراك هذا الجانب ومن ثم التعامل معه مباشرة من دون الهروب... لأن الهروب من المشكلة لا يحلها ولا حتى يغيّر من نتائجها!... عندما تتعرف على «ضعفك» وتعمل جاهداً على إزالة هذا الضعف ستزيد من نسبة بروز الجانب المشرق في ذاتك... ببساطة الرابح الأكبر والخاسر الأكبر من المواجهة أو عدم المواجهة هو انت!
يقول كارل يونق (عالم نفس سويسري) «معرفة الجانب المظلم هي أفضل طريقة للتعامل مع الجانب المظلم في الناس»
فالمعرفة هي «جُل» العلاج! .. والآن عزيزي القارئ تعرف على جانبك المظلم...
e-mail: [email protected]
twitter: al_mefleh