على لهيب الانتظار.. يقف! وعلى بريق الأنظار.. من الصغار يتصبر.. قد قابل لهيب المعاناة بلهيب الشمس فعاش على أنفاس الأمل.. عل الله يبدله بحال خيرا من حاله.
-تفضل قائمة المثلجات (قالها وقد علم أن طفلة واحدة لن تطلب الكثير قالها وقد رضي بقليل الكسب وعينه على العدم).
- هذا الصنف أعطني منه 3 قطع وهذا مثله وهذا أيضا..
- تهلل وجهه مع كل زيادة.. تلعثمت يده بين سماع وتلبية أشرق محياه بابتسامة تقاطعت مع قطرات العرق... يعد ويحسب.. 750 فلسا.. 1.250.. 1.500 .. أممم الحساب 3.500 يا سيدي.
- يمد له ورقة بعشرة دنانير.
- يأخذها ويقلب الأوراق النقدية ويلتفت لصاحبه الذي قد وقف على بعد 15 مترا بعربة المثلجات ليجده قد تابعه بيعته الرابحة وقد ابتسم مشجعا وداعيا.
هكذا قد اجتمعوا على طريق المدارس.. إذا تأملتهم وجدتهم يضحكون ويفرحون بالقليل.. يضجرون ويتعبون.. قد مزجوا آلامهم بالرضا.. وجبروا مصائبهم بإيمانهم بالقضا.. وانتشت أنفسهم بكثيرهم الذي جاء على هامش قليلنا
ونحن أحوج لكثير نفوسهم الجاهدة وهممهم الصاعدة.. كم توسلنا للخمول بأن يعتقنا وللتقاعس بأن يغادرنا ولا مجيب
يا قسوة الحياة.. إن حلت أوحلت وإن قست أمحلت.. لا زالت تجلدنا بسياطها.. سوط من ألم وآخر من حنين وسوط من ترف وهذا من أنين.
تلسعنا بنفس المشاعر وإن تبدلت مقابضها «وكرابيجها» كلنا نبكي وكلنا نشكي نجتمع ونفترق نتشابه ولا نتسق
كلنا يبوح لليله ما يجد
والليل يرتجل الهموم فتشتكي
فيه الجراح وتصرخ الأعماق
والذكريات تكر فيه وتنثني
ويتيه فيه الحب والعشاق
تتغازل الأشواق فيه وتلتقي
ويضم أعطاف الغرام عناق
***
والناس تحت الليل: هذا ليله
وصل وهذا لوعة وفراق
والحب مثل العيش: هذا عيشه
ترف وهذا الجوع والإملاق
في الناس من أرزاقه الآلاف أو
أعلى وقوم ما لهم أرزاق
هذا أخي يروي وأظمأ ليس لي
في النهر لا حق ولا استحقاق.
إلا أن شيئا واحدا قد يذيب ما ضخمته الدنيا من تصانيف ومتاهات وآلام.. ولذة واحدة تمزج الدنيا بعلاتها وتضيع في بحر جمالها آهاتها
إنها حلاوة الإيمان.. إذا تألمت في سبيلها كانت لبنة من صلابة وسماحة وثبات وإن اقترنت بيسر كانت كالنبع الفياض الذي لا ينضب ولا يجف.. لذا قف وتأمل.
@humod2020
[email protected]