رجعت قبل ايام قليلة من رحلة مختلفة... رحلة لم أقم بها من قبل بعيدا عن القيود... بلا مواعيد سوى اهم موعد مع المعشوقة «كرة القدم»... كانت الفرصة سانحة لي كأب للتواصل مع ابني البكر احمد، طالب الصف الخامس، فقررنا السفر انا وهو لوحدنا.
كانت فرصة جميلة للتواصل... للتحدث عن أمور كثيرة... فرصة للتعرف على ابعاد علاقة الأب بالابن والعكس فرصة لملازمته لتسعة ايام متواصلة دون الانشغال بعمل او «موجب» اجتماعي إلخ...
لم أحظ بهذه الفرصة مع والدي رحمه الله، على الرغم من علاقتي القوية به... كنا نخرج معا ولكننا لم نسافر لوحدنا من دون مرافقة احد.
كانت اهم تحديات الرحلة هي الإجابة على أسئلته المختلفة... أسئلة لم املك الإجابة على بعضها، فكانت فرصة للبحث عن الاجابات والتعرف على معلومات جديدة... معا.
اكتشفت أن ابني يحب التنقل من مكان الى الآخر سيرا على الأقدام... بمساعدة «الجو الجميل» استطعنا الاستمتاع بالممشي في أنحاء المدينة... فرصة لالتقاط الصور، فرصة لإيقاف الزمن للحظة جميلة من الحاضر ستصبح من الماضي فنستطيع زيارتها في المستقبل.
اكتشفت انه منصت جيد... وشخص واع بما يدور حوله... يحاول ان يستوعب مدى الاختلاف بين الشرق والغرب... العادات والتقاليد... القيود والتحرر...
كانت الرحلة فرصة «مختلفة» للتربية «العملية»... لا شيء تقليديا او تلقينيا... بل طريقة تعتمد على الاختيار... اختيار الأماكن... الملابس... المطاعم... والتصرفات.
يعتقد الجميع أن الابن هو المستفيد الأكبر من هذه الرحلة «الخاصة»... شيء قيم يحتفظ بذكراه لآخر العمر... ولكنني على يقين بأن استفادتي قد تكون اعظم...
«ان كبر ولدك خاوه»... كانت فرصة للتعرف على مدى استعداد ابني على خوض هذه الحياة.. بمبادئه
e-mail: [email protected]
@al_mefleh