عبدالوهاب الفهيد
اعلن استاذ علوم الطاقة والطب البديل د.ناصر الفريح ان ارتفاع حالات الطلاق في الكويت والتي تصل الى 5% يرجع الى عدم فهم اللغة، مؤكدا ان هذه الظاهرة في حاجة الى العلاج اذا لا يعقل ان من 5 آلاف حالة زواج يقابلها 3 آلاف حالة طلاق في السنة ما يؤكد ان الخلاف اللغوي اصبح مزمنا في المجتمع، وافاد ايضا بأن الخلافات الزوجية التي تحدث بين الازواج ترجع الى الاختلاف اللغوي في نقل المعلومات بين الزوجين أو بين الآباء والامهات والابناء.
وما ذكره د.الفريح يجسد عمق المشكلة التي يتأثر بها الأزواج والحياة الزوجية عامة حيث ان اللغة السائدة بين الزوجين اكثرها أوامر ونواه ونقد وسوء الظن، ناهيك عن غياب مساحة كبيرة من اللغة العاطفية.
هذه اللغة مع الاسف الشديد معطلة ومغيبة عند الكثير من الأزواج خاصة عند الرجل، فمنذ ان عرف «سي السيد» في أدبياتنا اليومية ومن خلال الاعلام المبرمج، والرجل غائب عنه، تلك المساحة الحية في حياته الزوجية وكأنها اشارة حمراء في حياته الرجولية، علما بأن الزوجة تحتاج الى سماع اللغة الخطابية التي تشوبها العاطفة الجياشة، وتترقرق خلالها الكلمات الفياضة لتنساب معاني الحب والألفة والانتماء في حياتهما قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ـ الروم :21).
وكما قال الشاعر قديما:
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
فالكل يألف ويأنس ويحب سماع الكلمات الجميلة الخلابة، حتى إن الجمادات لتطرب وتتأثر بالكلمات الجميلة والترانيم والانغام من بني البشر، وهناك دراسة علمية للدكتور ماسارو يموتو قام بها عام 1999 اثبت ان ذرات الماء تتفاعل مع الكلمات والاصوات وذلك عن طريق تحليل ذرات الماء بواسطة الرنين المغناطيسي فقد اثبت هذا العالم بنظريته التي سميت «نظرية هادو hado» ان الانسان ومشاعره تؤثر على ذرات الماء.
وقد طبقت هذه النظرية على احدى البحيرات الملوثة في اليابان فاخذوا عينات من الماء الملوث، وقاموا بتصوير مراحله الانتقالية بعدما اهدوا له كلمات الحب والسلام فوجدوا ان ذرات الماء تغيرت الى الافضل.
فاذا كانت هذه الجمادات تتغير الى الأفضل بسماع كلمات الانسان فما احوج البشر إلى ان يسمع بعضهم بعضا الكلمات الطيبة التي تحمل معاني ودلالات مفعمة بالحب والألفة والسلام.
ومن احوج الناس الى ذلك الازواج وخاصة «الزوجات»، فالزوجة احيانا تخون حياتها الزوجية لانعدام تلك اللغة فتبحث عنها في الخارج، وكذلك الفتيات خاصة المراهقات يفتقرن الى كلمات الاطراء والحب والمديح في البيت فتهرب خارجه لتسمعها من الآخرين وان كانوا ذئابا بشرية.
فما احسن ان نراعي حاجتنا كازواج الى الكلمات الجميلة والمشاعر الطيبة، فما افسد البيوت الا خلوها من تلك المساحة الغائبة في حياتها.
وأشد ما أسعدني مساهمة احد الشباب الواعد ليجسد هذه المعاني في كتابه الانيق «رسالة حب» لخالد الديهمان.