سيطر عناصر، يشتبه في انتمائها الى تنظيم القاعدة، على مديرية العدين التابعة لمحافظة إب في جنوب غرب اليمن، وذلك بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مركز المحافظة، فيما تزايدت مؤشرات اقتراب مواجهات عنيفة بين الجانبين في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، وهو ما ينذر بحرب مفتوحة بينهما.
وأكد مصدر امني ان مسلحين من القاعدة «سيطروا على العدين بعد ان شنوا هجوما على مديرية الامن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة، مما اسفر عن مقتل خمسة من افراد الشرطة.
واعتبر مصدر محلي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان سيطرة القاعدة على المدينة هي بمنزلة رد على تواطؤ السلطات في تسليم مركز إب للحوثيين.
وتوعدت القاعدة، في وقت سابق، بشن حرب من دون هوادة على الحوثيين الذين ينتشرون بسرعة في اليمن من دون اي مقاومة من الدولة، في ظل تاجيج للتوترات الطائفية في البلاد.
وفي مدينة تعز الكبرى والقريبة من إب، رصد وصول بعض المجموعات من الحوثيين الى تخوم المدينة، حيث ان هناك اجتماعا امنيا بين السلطة المحلية والحوثيين، تم خلاله الاتفاق على «عدم دخول المسلحين الحوثيين الى المحافظة وتجنيب تعز اي اعمال عنف او تخريب»، بحسب مسؤول محلي.
وكان قائد المنطقة العسكرية الرابعة التي تشمل تعز تعهد بانه سيتصدى للحوثيين ولن يسمح لهم بدخول المدينة.
ويؤكد الحوثيون ان دافعهم الاساسي للانتشار في اب هو «تعقب العناصر المتطرفة»، الا ان مصادر محلية وقبلية وامنية متطابقة اكدت ان العشرات من عناصر القاعدة رصدوا في اب وتعز في خطوة تنذر بمواجهات مع الحوثيين.
وقال مصدر امني ان «المشهد اليمني يتجه الى حرب مفتوحة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة».
وفي غضون ذلك، قال شهود عيان إن مئات المسلحين الحوثيين، يحتشدون في محافظة البيضاء، وسط البلاد، استعدادا للتوجه إلى مدينة رداع بالمحافظة ذاتها لقتال تنظيم القاعدة.
وأضاف الشهود لوكالة الأناضول أن «نحو 60 سيارة تقل مئات المسلحين الحوثيين تستعد للتوجه في وقت لاحق من اليوم من منطقة قاع فيد إلى مدينة رداع بمحافظة البيضاء لقتال عناصر تنظيم القاعدة».
وأشار الشهود إلى أن المسلحين الحوثيين يتمركزون حاليا على بعد 10 كيلومترات، غربي مدينة رداع، استعدادا للتوجه إلى المدينة.
وشهدت رداع خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم القاعدة ومسلحين حوثيين خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.
وازدادت مؤخرا المواجهات بين تنظيم القاعدة وأنصار جماعة الحوثي في محافظة البيضاء، في محاولة من الطرفين للتحكم بالمحافظة، حيث قتل أمس 5 أشخاص على الأقل، وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين في المدينة، كما اعدم عناصر من القاعدة، القيادي الحوثي خليل الريامي الذي اعتقلوه خلال الاشتباكات.
وتدور تساؤلات كبيرة حول كيفية تمكن الحوثيين من التمدد في اليمن بهذه الطريقة وسبب بقاء الدولة كليا خارج المشهد، فيما طالب وزراء بينهم وزير الدفاع القوات الحكومية بالتعاون مع الحوثيين.
على صعيد آخر، اعتقلت سلطات الأمن اليمنية في عدن القيادي في الحراك الجنوبي حسن بنان و10 من مرافقيه بعد مداهماتها فندق زهرة المدائن في مدينة عدن.
ونقل موقع «عدن الغد» الالكتروني عن مصادر قريبة من بنان قولها ان سلطات الأمن اقتادت المعتقلين إلى جهة غير معلومة.
وكان بنان قد عاد إلى عدن قبل أيام من القاهرة للمشاركة في الحشد الكبير للمطالبة باستقلال الجنوب، وكانت السلطات اليمنية قد أمرت بترحيل بنان من البلاد منذ عام ونصف العام وصدر عفو رئاسي عنه.