كلها راحلة.. كلها مودعة.. وداعا بلا عودة..
كلها مغادرة.. إما بصمت أو بعد أن تحدث ركلة في القلب..
كلها.. ستذهب.. بكل مشاعرها وتفاصيل مكانها وزمانها
بالهدوء الصاخب الذي تمر به المشاهد
بالضجة الصامتة التي تعبر بها المواقف
بعضها.. تأخذنا في سلم النزول..
وبعضها تأخذنا إلى أدراج الصعود..
بعضها حاضرة.. في الذاكرة المتعبة
بعضها غائبة عن العين المترقبة
كلها.. تعبر مع رياح الفصول
كلها تتدحرج .. تخطف الضوء.. إلى نقطة الأفول
بعضها عابرة.. تمسك بأجنحة الطيور المهاجرة
وأخرى ساخرة.. تستمتع منظر الذبول
تلك الحياة.. في فلسفة عاشق أو سائح أو مهموم
في مقطع.. فنان.. لم يقرأ نوتته
في كلمة.. شاعر.. لم يزن قصيدته
كلها.. تجمع أيامها.. وفوق أكتافها تجول
كلها راحلة مع الراحلة..
إلى قدر مجهول..