لم أتوقع في يوم.. أنني أواجه مثل هذا التحدي.. حينما أرسلت رابط صفحتي مع مقالتي الأسبوعية إلى مجموعة المدربين الذين احتفظ بأرقامهم على جهاز هاتفي النقال..
في يوم كانت الأخبار السياسية في أكثر من دولة عربية سيئة للغاية والناس تتناقل بعض هذه الأخبار بطريقة تعاطفية يضفي عليها الحمق من الأوضاع المتأججة.
وكانت مقالتي عكس ذلك، فقد كانت تضج بالكلمات الإيجابية التحفيزية التي تدعو للتفاؤل بالحياة القادمة الجميلة، وكان أغلب المواضيع بين الناس تدور حول الوضع الذي يزداد سوءا أمام مستقبل مجهول ينذر بالخطر ويسوده التشاؤم.
نعم لأول مرة أجد نفسي كأنني خارج نطاق الحدود العربية.. وكأنني لا أنتمي لهذه الشعوب.. وكنت اردد في داخلي.. من سيقرأ مقالي هذا؟ ومن سيهتم؟ وهل سيقول الناس مالها هذه الكاتبة تحلق خارج السرب؟ فنحن في أزمة وهي تتكلم عن شيء آخر وكأنها لا تشعر بالوضع؟
لا أقول إنني لم أشعر بالاحراج!.. ولكن رسالتي تتطلب أن انشر ما كتبه قلمي حتى وإن كنت اتعاطف مع بشر يواجهون الرصاص والدمار بشكل بشع وهمجي!
فربما كان الحديث عن الأمل متنفسا لأناس ملوا من سنوات الحزن والألم.. ربما تكون الكلمة الطيبة دواء لقلب متوجع.. ربما القلم الواحد يكون أقوى من الرصاص المنهمر!
تذكرت حينها حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال «لو قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها»
فهل هناك أصعب من منظر يوم القيامة؟ فهل هناك أمل في وضع كمشهد النهاية؟ فهل هناك حياة والأرض كلها وبما فيها يموت؟ وما فائدة تلك الفسيلة التي تغرس والكتاب يختم عليه؟!.
وبعد تأمل دقيق لهذا الحديث الشريف.. لم أجد سوى دلائل على أن التمسك في الأمل هو الواجب المفروض علينا.. حتى لو رأينا النهاية تحت أقدامنا.. وأن نحظى بالأجر والمثوبة ولو بآخر نفس فينا على هذه الأرض، لأننا سنغرس فسيلة نمنحها بضع ثوان للتنفس في الحياة.. وأن نسعى للبناء والنماء حتى ولو نرى في أعيننا الدمار والسواد..
وأنا الآن بيدي قلم.. يرجو أن يكون صانعا للتغيير والتجديد والتفاؤل لحياة قادمة، حتى لو كانت الأخبار التي تلامس اسلامنا وعروبتنا تضخ كثيرا من الألم والدموع..
فالقلم أثبت في كل زمان أنه أقوى من كل الرصاص.. لأن الرغبة في الحياة أكبر من مواجهة الموت.
[email protected]