أيها العام المنصرم.. أريد أن أعترف لك: مازال هناك ود بيننا..
لم أكن جاحدة هذه المرة كما فعلت مع السنوات الأخيرة التي ولت.. أن أشطب بقوة على أرقام الروزنامة.
أو أن أصفع الباب بشدة.. وأقول ساخطة: يجب أن أغير الآن العتبة!
فأنا مازلت احتفظ بكثير من الصور معك، وأسجلك شاهدا تحتها.. لذا ذاكرتي معجونة بمشاعر مختلفة تجاهك.. مع تقليب شريط الذكريات الذي لا يتوقف.. وإعادة بعض المشاهد التي أشعر معها بأن هناك بقية من كلام لم أقله خلالها، ولكن تركته على حائطك الأصم، ولهوت بعقارب ساعتك المستقبلية!
أيها المنصرم..
لم تعد لي طاقة كما في السنوات السابقة لألقي اللوم على أي شيء أو حتى نفسي، فقد قالوا إن اجترار الماضي أو التقاذف بإشارات الاتهام لا يجدي.. بل هو عبارة عن إضاعة للوقت وعدم وصول إلى نتيجة حقيقية.
لذا علي أن أعترف بأنك أديت نحوي كل ما تعتقد إنه يصلح لعملي وجهدي وفكري.. وأنا قمت بواجبي نحوك بقدر استطاعتي، مع بعض الاعتراف بالتقصير والتسويف أحيانا.. ولكن رغم هذا، فقد سرنا في مركب واحد.. واجتمعنا اجتماع الأصدقاء والأحبة.
وهذا ما أريد أن أعبر عنه اليوم.. لقد أصبحت بفضل ربي مختلفة جدا.. ولم يكن وداعي لك إلا وداع تقدير واحترام وامتنان، فالنهايات دائما ليست إلا حلقة وصل.. للبدايات، والبدايات ما هي إلا خطوات.. تعبر الطريق من زمن إلى زمن آخر، وعلينا أن نعيشها بوعي وتقبل.
أيها المنصرم.. بقيت لي كلمة أخيرة أريد أن أقولها لك: شكرا لك من أعماق قلبي..!
فأنا مازلت أردد كل يوم كما علمتني «غدا.. أجمل».. نعم أجمل.
أيها المنصرم.. وداعا.
[email protected]