- كنز الخبرات السياسية الكويتية مثال يحتذى في المنطقة
- مستعدون لتوسيع علاقاتنا مع الكويت في التعليم المهني والبيئة وتقنيات الاتصال والطاقات المتجددة
- أزمة تدفق موجات اللاجئين على أوروبا أظهرت «شرخا» في البيت الأوروبي
أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس ان الكويت نجحت من خلال قدرات قيادية مميزة في لم شمل المجموعة الدولية وحشدها من اجل مواجهة تحديات غير مسبوقة بدأت في المنطقة وامتدت لتتأثر بها أوروبا.
وقال شــتاينماير في مقابلة مع «كونا»، بمناسبة زيارة سيـقـوم بهـا إلى الـكويت لعقد مباحثات مع عـدد من القيادات السياسيـة الكويت إن «صاحب السمـو الامير الـشـيخ صباح الأحمد، اظهر قـدرات قـيـادية مميزة على لم شــمل الـمـجموعة الدولية وخاصة الـدول الخليجية من اجل مواجهـة تلك التحديات خاصـة أن الـمـنـطقة تـمر في الوقت الحالي بأكبـر ازمة انـســانيـة فـهـنـاك 15 مليون سوري وملايـيـن اليمنـيـيـن يعتمدون على المساعدات الانسانية».
واضاف، «نعتقد أن كنز الخبرات الـسياسية الكويتية قد يكون مثالا يحتذى في المنطقة فمنذ استقلالها اثـبــتت الكويت أنه رغم جمــيع المصاعب فإن التعددية السياسية والدينية والتسامح مع وجهات النظر المختلفة وروح الحلول الوسطية والاجماع هي منبع القوة والاستقرار وبهذه الروح الرائدة فقط نـستـطيع التغلب على الازمات الحالية».
وفيما يتعلق بألمانيا ودورها في ملف اللاجئين، قال شتاينــماير «بصفتها ثالث اكبر دولة مانحة للسوريين فإن ألـمانيا تتحمل ايضا جزءا من المسؤولية ورغم ذلك يجب علينا ان نجزم بأن المساعدات المالية الدولية لأزمتي سـوريا واليمن تبقى دون المطلوب ولهذا يجب على الجميع تكثيف الجهود من اجل ضمان حياة كريمة للاجئين وكذلك تأمين حاجاتهم ومستقبل افضل لهم»، معربا عن الأمل بأن يسهم الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين ايران ومجموعة (5+1) منتصف يوليو الماضي في فتح قنوات جديدة للحوار «رغم أن التدخل العسكري الروسي الاخير في سوريا أظهر أن عملية فتح قنوات حوار جديدة ليست امـرا سـهـلا».
وأكد «لكـن هذا لن يردعنا عن بذل قصارى جهودنا من اجل إرساء الظروف اللازمة للبدء بإجراء مفاوضات سلام فنحن مدينون بذلك للشعبين السوري واليمني»، داعيا جميع أطراف النزاع في سوريا واليمن للجلوس على طاولة الـتفاوض، قائلا «نحن متأكدون من ان سورية واليمن لن يصلا الى الامن والاستقرار بأدوات عسـكــريـة بل من خلال حلول سياسية».
وتطرق كذلك إلى أزمة تدفق موجات اللاجئين على أوروبا مؤكدا أنها أظهرت «شرخا» في البيت الاوروبي، مضيفا «دعني أكون صريحا واقول ان التجاوب الاوروبي حتى الآن تجاه ازمة اللجوء لا يتناسب مع المعايير المتعارف عليها في اوروبا الأمر الذي حفزنا على تقديم اقتراحات ترمي الى سياسة لجوء اوروبية موحدة وجديدة واكثر طموحا تستند إلى القيم الاوروبية ومبادئ التضامن بين دول الاتحاد الاوروبي وقيمنا المشتركة».
وتابع: «في الأسابيع الماضية قمنا بخطوات اولية في هذا الاتجاه واتفقنا على توزيع 120 الف لاجئ على الدول الاعضاء لكننا ما زلنا في بداية طريق حل هذه الازمة التي تعتبر من اكبر التحديات المعاصرة في اوروبا فلا حلول سريعة لهذه الازمة لكني متـأكد من ان اوروبا لن تكون قادرة على مواجهتها سوى من خلال التعاون في اتخاذ مواقف موحدة ومتعقلة».
وعن العلاقات الألمانية - الكويتية اكد شتاينماير متانة الروابط بين البلدين بالقول «العلاقات بين ألمانيا والكويت وطيدة ويتجلى ذلك بصورة واضحة في التاريخ المعاصر».
وأشار في هذا الصدد إلى زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك إلى ألمانيا العام الماضي للمشاركة في احتفالات مجموعة (دايملر) الألمانية لصناعة السيارات بمرور 40 عاما على التعاون مع الكويت «الامر الذي يعتبر مثالا على ان دور الكويت كشريك هو دور موثوق به على المدى الطويل»
وزاد: «لدينا تعاون قوي وينمو باستمرار في قطاع التعاون الصحي بين ألــمانيا والكويت فبعد الهجوم الارهابي المريع الذي تعرض له المسجد الصادق في الكويت بادر اطباء ألمان بالسفر الى الكويت لمعالجة ضحايا وجرحى الهجوم الارهابي»، مشددا على «أننا منفتحون ومستعـدون لتوسيع علاقاتنا مع الكويت في مجالات كثيرة ومنها التعليم المهني والبيئة وتقنيات الاتصال والطاقات المتجددة وبالطبع في المجال الثقافي».
وبشأن برنامج الزيارة للكويت قال «في هذه الاوقات الحرجة تتصدر اولوياتي خوض نقاش عميق مع الشركاء الكويتيين حول المسائل الملحة في المنطقة والاجندة السياسية».
مضيفا «لا سر في انني اتمنى قضاء وقت اطول في الكويت من اجل التعرف على الجانبين الثقافي والاقتصادي».