- الكويت ازدهرت في عهد الشيخ مبارك الصباح بإنشاء مدرسة المباركية عام 1912
- الراحل أسس أول علاقات سياسية وديبلوماسية مع دول العالم
- العبدالله: مبارك الصباح كان قائداً قوياً يعرف أين يوجه المركب وسط أمواج السياسة المتلاطمة
- «أسد الجزيرة» وضع الكويت على بر الأمان وطريق الخير
عبدالهادي العجمي
أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان ذكرى الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) ستبقى خالدة في قلوب ونفوس أهل الكويت والعرب الشرفاء والعالم، لافتا إلى أن التاريخ لن ينسى إنجازات الكبار في نهضة الكويت.
وقال الحمود في كلمة ألقاها خلال احتفالية مئوية رحيل الشيخ مبارك بالمكتبة الوطنية أمس إن الراحل طيب الله ثراه عرف بدور السياسي الفعال وبتعزيز علاقات الكويت الخارجية وساهم بجدارة في وضع الكويت على خرائط العالم.
وأضاف ان الكويت ازدهرت في عهد الشيخ مبارك الصباح، حيث تم إنشاء اول مدرسة نظامية في البلاد المعروفة بمدرسة المباركية، وذلك في عام 1912 فضلا عن تشييد قصر السيف العامر مقرا للحكم، كما رسمت في عهده أول خريطة رسمية للكويت.
وأوضح ان الشيخ مبارك الصباح أسس أول علاقات سياسية وديبلوماسية مع دول العالم بفتح مكتب المفوضية البريطانية واستقبال أول ممثل سياسي بدرجة قنصل لبريطانيا في الكويت، مشيرا الى انه كان للراحل الفضل الكبير على كويت الماضي وما وصلنا إليه في الحاضر.
وذكر الحمود ان عهد الشيخ مبارك الصباح شهد أيضا تأسيس أول مستشفى للعلاج الطبي الحديث (مستشفى الإرسالية الأميركية) فضلا عن افتتاح المكاتب التجارية للكويت في الخارج ورفع أول راية وطنية لعلم الكويت وإنشاء أول نظام للجمارك وافتتاح أول مكتب للبريد في البلاد وإبرم اتفاقية تاريخية وهي معاهدة الحماية مع بريطانيا.
فترة ازدهار
من جهته، أكد الشيخ مبارك العبدالله في كلمة مماثلة أن الراحل كان قائدا قويا يعرف أين يوجه المركب وسط أمواج السياسة المتلاطمة خلال فترة ازدادت فيها تطلعات نفوذ الدول الكبرى تجاه الكويت وسط منافسة أوروبية على تقاسم تركة الامبراطورية العثمانية.
وأضاف ان الشيخ مبارك الصباح يعد أحد رجالات الكويت الذين سجلوا أسماءهم في صفحات الإنجازات التاريخية حينما وضع الكويت على بر الأمان وطريق الخير والنماء بالتزامن مع الظروف التاريخية الصعبة التي واجهتها البلاد في تلك الفترة.
وأوضح ان الوكيل السياسي البريطاني شكسبير تحدث عن الأمير الراحل عام 1911 قائلا إن «البلاد تحت القبضة القوية للشيخ مبارك هي الأفضل أمانا وحكما في الخليج»، مشيرا إلى منح الشيخ مبارك لقب (أسد الجزيرة) في تلك الفترة.
شعلة النهضة
بدوره، قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل سليمان العبدالجليل في كلمة مماثلة ان الشيخ مبارك الكبير حامل شعلة الانطلاقة الأولى لنهضة الكويت باتجاه الحداثة والتمدن، لافتا إلى ان البلاد شهدت في عهده ازدهارا ونهضة شاملة.
وأضاف العبدالجليل ان الوثائق التاريخية تدل على أن الأمير الراحل كان ربانا ماهرا وقائدا حكيما سار بسفينة الكويت في زمن يموج بعواصف المخاطر والمحن والمطامع والتحديات للدول العظمى في المنطقة، مبينا انه أرسى سياسة متوازنة رشيدة منحت الكويت الأمن والاستقرار والبقاء.
وذكر ان زعامة مبارك الصباح الرائعة تتمثل في صفات الحاكم المخلص في حب وطنه وشعبه هي التي أكسبته لقب (مبارك الكبير)، مؤكدا انه سيبقى مرجعا أساسيا ثريا في البحث التاريخي وجديد الإنتاج الفكري في تاريخ الكويت الحديث.
ولفت إلى أن انطلاق الملتقى يأتي في إطار ترسيخ دور مكتبة الكويت الوطنية ورسالتها في إقامة الأنشطة الثقافية الهادفة إلى إحياء وتوثيق وعرض الأحداث المهمة والمشرفة في تاريخ الكويت الحافل بالمواقف والمناسبات الخالدة في العطاءات والتضحيات.
وأفاد أن المكتبة الوطنية بدأت في تنفيذ مشروع تحويل مجموعات الكتب القديمة في تاريخ تراث الكويت إلى النظام الإلكتروني الرقمي لعرضها للأجيال المقبلة لتكون خير معين لهم في المعرفة والعلم والثقافة ولتعزز في نفوس الشباب الانتماء والولاء والمواطنة.
إرث تاريخي
من جانبه، قال الباحث باسم اللوغاني في كلمة مماثلة إن الكويت شهدت خلال فترة حكم الشيخ مبارك الصباح استقرارا وازدهارا، ما جعل الراحل يترك إرثا تاريخيا ضخما لا يقدر بثمن.
وأضاف ان الشيخ مبارك شخصية يقظة وحذرة يمتلك جدية عالية في مواجهة الأحداث وإدارة شؤون البلاد ومعروف عنه أنه «مفاوض ماهر وديبلوماسي بارع».
ولفت إلى ما خلفه الراحل من وثائق ورسائل ومستندات حفظت بالأرشيف البريطاني والعثماني والأرشيف الفرنسي، مؤكدا انها لا تقدر بثمن.
يذكر ان ملتقى الذكرى المئوية لرحيل الشيخ مبارك الصباح بدأ اليوم ويستمر حتى الثالث من ديسمبر المقبل وتتضمن فعالياته ندوات ومحاضرات إضافة إلى معرض للصور والوثائق والرسائل والكتب الخارجية للشيخ مبارك الصباح على أن تكون هناك زيارات لطلبة وطالبات مدارس وزارة التربية.