Note: English translation is not 100% accurate
إلى متى سننتظر؟
الثلاثاء
2007/1/2
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
غمرتني الدهشة حين قرأت خبرا عن أن دولة باكستان الإسلامية قد احتفلت بعيد الأضحى مجزأ على ثلاثة أيام متوالية، حيث احتفلت عدة أقاليم بالعيد يوم السبت الماضي، بينما احتفلت أقاليم أخرى بالعيد يوم الأحد، في حين احتفلت مجموعة ثالثة من الأقاليم بالعيد أمس الاثنين!
وموطن الدهشة أن الأعياد الإسلامية يجب ان تكون أداة لتوحيد المسلمين جميعا في الاحتفال بها، والانغمار في فرحتها، مهما تباعدت الأقاليم، وتناءت المسافات بين ربوع العالم الإسلامي المترامي الأطراف، فإذا بالمسلمين الذين تجاوز عددهم المليار نسمة يعجزون عن توحيد أعيادهم، وهم الذين يتنادون صباح مساء بوجوب توحدهم جميعا حتى يستطيعوا مواجهة التحديات الكبيرة التي تمتحن وجودهم، وتضعهم على المحك أمام عالم لم يعد يعترف إلا بالتكتلات الكبيرة، والتجمعات التي تصطف ـ إقليميا ودوليا ـ لتعزز شأنها على الخريطة العالمية.
وإذا كان الحكماء في العالم الإسلامي يتطلعون إلى أن يتوحد المسلمون الذين يمثلون أكثر من سدس العالم، في سوق إسلامية مشتركة، تحقق مصالحهم العليا، وتسمح بتداول الثروة والامكانات المتاحة لهم بين أغنيائهم وفقرائهم، حتى يتمكن الجميع في الدول الإسلامية، من تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة مواطنيها، وكذلك محاربة الفقر الذي يضرب أطنابه في كثير من ربوع الأمة الإسلامية، وبناء نهضة تكنولوجية وعلمية تعين المجتمع الإسلامي الكبير على مواكبة العالم الذي أصبحت فيه تكنولوجيا المعلومات وما يتعلق بها بمنزلة لغة التفاهم التي يتعين اتقانها على جميع الشعوب الساعية إلى اتخاذ مكان لها على الخريطة الدولية.
ولأن التحديات الدولية جسيمة فإن كثيرا من الأحداث السياسية المؤثرة على امتداد الساحة الدولية، تقتضي موقفا موحدا للعالم الإسلامي، حتى يفرض وجوده وثقله في معادلة الأحداث التي لا تنظر إلا للكيانات التي تمثل قوة يحسب حسابها في تحريك الأحداث والقرارات المؤثرة في مسار العالم. وإذا كان التوحد على الصعيدين الاقتصادي والسياسي يمثل أمرا محوريا للعالم الإسلامي، فإن الأمر الجوهري الذي لا يقل عن سابقيه هو توحيد الخطاب الثقافي الذي نوجهه للعالم، وهو أمر شديد الأهمية، في ظل محاولات يبذلها بعض المغرضين من أجل تشويه الشعوب الإسلامية قاطبة، وتصويرها أمام الإعلام الدولي بأنها شعوب ارهابية، تسعى الى محاربة الحضارة والدول المتقدمة، والإيهام بأن المسلمين خصوم للغرب، ويضمرون له العداوة، ويتأهبون للإضرار بشعوبه.
من هنا يجب على العالم الإسلامي أن يبذل الجهود الممكنة لكي يواجه هذه الدعاية المشوهة التي تؤثر على الجميع، وهي جهود يجب أن تصب في خانة توحيد اللغة «الثقافية» التي يتعين أن نخاطب بها العالم، والتي تعكس أن المسلمين في مجملهم محبون للسلام، راغبون في مشاركة العالم في حضارته.
ولعل هذا التوحد المرجو للعالم الإسلامي كله، والذي ينتظره جميع المسلمين على وجه الأرض، هو ما أثار تساؤلا حارا في خاطري حين قرأت الخبر الذي أسلفت ذكره في بداية هذه السطور، حول أن دولة إسلامية كبيرة بحجم باكستان، لم تستطع أن توحد احتفالها بعيد الأضحى في يوم واحد، فماذا عسانا ان نحتاج من الوقت، حتى يتسنى لعالمنا الإسلامي ان يوجد لنفسه مشروعا موحدا على الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية؟
وترى هل سيطول بنا الزمن لنعثر على اللحظة التي يمكننا فيها أن نخاطب الآخرين بوصفنا «كتلة إسلامية» وليس مجرد دول متفرقة تواجه العالم فرادى؟!
اقرأ أيضاً