نوال الدرويش
لعلنا نتذكر في تاريخ رحلات السفن الكويتية التجارية أنها وصلت إلى سواحل دول شرق أفريقيا بحثا عن الرزق الحلال وتحمل مشقات طريق بحري طويل يمر من الخليج العربي إلى المحيط الهادي مرورا ببحر العرب.
رحلات السفن الكويتية كانت لنقل التمور إلى سواحل ممباسا وزنجبار، وفى العودة يتم شحن الخشب (الجندل) الذي كان يستخدم في صناعة أسقف المنازل خلال خمسينيات القرن الماضي.
بعد ظهور النفط توقفت رحلات السفن الخشبية الكويتية إلى السواحل الأفريقية، وبدا أن التجارة بين الكويت وسائر الدول الخليجية قد توقفت إن لم نقل قد اختفت بعد تنامي النقل البحري للسفن القادمة من آسيا والتي كانت تحمل كل ما تحتاجه الدول الخليجية في مرحلة البناء والأعمار.
في الشهر الماضي أعاد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى ذاكرتنا رحلات التجار الكويتيين إلى القارة الأفريقية، وحمل معه رغبة وإصرار الكويت على أعلى المستويات لفتح قنوات الاتصال بأكثر من دولة أفريقية تملك ثروات زراعية واقتصادية، لا ندعي إذا قلنا إن كثيرا منها لم يكتشف بعد، ولكن سمو رئيس مجلس الوزراء رأى وبتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أنه من اللازم التوسع في كشفها، ومد يد التعاون الصادق مع قادة ومسؤولي هذه الدول، وهو تعاون يهدف في الأساس إلى استفادة كل طرف من الآخر.
إن الكويت تملك من المال ما يدعوها لاستثماره في الدول الأفريقية، وبالعكس فالدول الأفريقية تملك ثروات في باطن الأرض وفوقها لم تكتشف حتى الآن، أو لم يتيسر اكتشافها بسبب قلة الموارد المالية والخبرات الفنية، وهي موجودة لدى الجانب الكويتي، وهو ما عرضه سمو الشيخ ناصر المحمد على قادة الدول الأفريقية السبع التي زارها.
ولابد من الإشارة إلى أن الوعود التي أطلقها ولايزال سمو الشيخ ناصر المحمد في السعي نحو جعل الكويت مركزا ماليا عالميا، إنما تنطلق من الجولات التي يقوم بها سواء في أفريقيا أو ما سبقها في دول آسيوية لديها مقومات ناجحة للاستثمار الاقتصادي والتجاري.
إلى ذلك أقول مختتمة ولمن يشكك في نجاح الجولة الأفريقية لرئيس مجلس الوزراء، عليكم بالتوجه لمسؤولي غرفة التجارة والصناعة ووجهوا لهم سؤالا مفاده: ماذا أعادت عليكم مشاركتكم في الجولات الأفريقية لسمو الشيخ ناصر المحمد؟ وهل ساهمت الحكومة في فتح الأبواب لكم لاستثمار المال الكويتي في هذه الدول الواعدة اقتصادية أم لا؟
[email protected]