واجه المرشح الجمهوري الصاعد، ماركو روبيو، الملقب بـ «أوباما الجمهوري»، انتقادات حادة من منافسي حزبه المرشحين للسباق الرئاسي الأميركي، خلال المناظرة الثامنة التي سادها توتر كبير، على امل الحد من تقدمه قبيل الانتخابات التمهيدية في ولاية «نيوهامبشاير» المنتظرة، غدا.
والانتخابات التمهيدية في «نيوهامبشاير» هي المرحلة الثانية في الماراثون الانتخابي الطويل الذي سيؤدي الى تسمية كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مرشحه لخوض السباق الرئاسي في الثامن من نوفمبر القادم، لخلافة الرئيس باراك اوباما الذي يتولى الرئاسة منذ 2009.
وخلال المناظرة التي اجريت مساء امس الاول، قال حاكم ولاية فلوريدا السابق وأحد ابرز المرشحين الجمهوريين، جب بوش، مهاجما روبيو، انه «سياسي موهوب لكننا اختبرنا سيناتور شابا من قبل هو باراك اوباما».
وأضاف «على مدى سبع سنوات كان لدينا شاب موهوب قادر على إلقاء خطابات جميلة لكنه قسم البلاد ولا يتمتع بصفات قائد».
واحتل روبيو وهو اصغر المرشحين الجمهوريين للرئاسة (44 عاما) المرتبة الثالثة في الانتخابات التمهيدية في ولاية (ايوا)، بحصوله على 23% من الأصوات بعد تيد كروز (27%) واقترب كثيرا من دونالد ترامب (24%).
ومن جهته، اتهم المرشح كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي، روبيو بانه لم يتخذ يوما «قرارا مهما يتحمل فيه المسؤولية»، مضيفا انه «بكل بساطة لا يتمتع بالخبرة».
وفي مقابل ذلك، حاول روبيو، المولود لابوين مهاجرين كوبيين والذي كان يتوقع على ما يبدو هذه الهجمات، التهرب منها مكررا انتقاداته للرئيس اوباما وسياسته في ادارة البلاد واتهمه بأنه يريد عمدا «تغيير البلاد لتصبح أميركا مثل بقية العالم».
وأضاف «عندما اصبح رئيسا للولايات المتحدة سنعتمد مجددا كل الامور التي جعلت من أميركا اعظم بلد في العالم».
أما دونالد ترامب، فقد قدم نفسه في المناظرة على انه «افضل شخصية» ليصبح رئيسا، مؤكدا انه اول من تحدث عن الهجرة غير المشروعة.
وتحدث المرشحون كل بدوره عن مواقفهم من قضايا الهجرة والصحة والإرهاب والسياسة الخارجية والشرطة والجيش والمحاربين القدامى.
وقال كل من ترامب وكروز أنهما سيعيدان العمل باسلوب التعذيب «الايهام بالإغراق»، وتعهد الاول «سأعتمد ما هو اسوأ من الإغراق بكثير».
وكان الرئيس براك اوباما قد حظر استخدام هذا الأسلوب بعد ايام فقط من تسلمه مهام منصبه في عام 2009.
ويثير ماركو روبيو اعجاب الناخبين بعد النجاح الذي حققه في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، مع ان خصومه يصفونه بانه «اوباما جمهوري»، بسبب عمره الذي يبلغ 44 عاما ووسامته وموهبته الخطابية.
وتمكن روبيو من تحقيق تقدم مع انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ في 2010.
فعندما كان نائبا، تحدى في الانتخابات التمهيدية المرشح الطبيعي للحزب، الحاكمة القوية شارلي كريست وانطلق من الصفر في استطلاعات الرأي.
وساعده دأبه على الصعود التدريجي، فغزا قلوب الناخبين الجمهوريين الباحثين عن قائد جديد متمرس لشد عصب المعارضة لباراك اوباما.