بعد 24 ساعة من مناظرتهما الثالثة حامية الوطيس، التي شهدت ليل امس الاول في لاس فيغاس، تبادلا عنيفا بالكلمات الجارحة، مثل الكاذبة والدمية، التقى المرشحان الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون مساء امس في حفل عشاء خيري اقامته جمعية «ألفريد سميث ميمورال» الكاثوليكية بنيويورك، من تقاليده تبادل السخرية والنكات بين المرشحين وأنصارهما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وإذا بالحفل يتحول إلى مناظرة رابعة غير رسمية قام خلالها كل مرشح بكي وشوي الآخر بكلمات لاذعة، جاءت أفضل تعبير عن معركة انتخابية تجاوزت حدود المعقول في شراستها. ولم يكن يفصل بينهما في المقاعد سوى مقعد كبير أساقفة نيويورك، تيموثي دولين، الذي قال ساخرا إن مقعده هو أبرد مكان على الكرة الأرضية، في إشارة إلى المعركة الناشبة بين المرشحين.
والحفل الخيري الذي يطلق عليه «الفريد سميث» يقام كل 4 سنوات، بهدف جمع التبرعات للأطفال الكاثوليك المحتاجين في نيويورك، من تقاليده أنه يجمع المرشحين للرئاسة على مأدبة عشاء، لتبادل النكات الظريفة والحديث بأسلوب متحضر وساخر في الوقت ذاته بهدف التقليل من حدة المعركة الانتخابية، ولكن كلينتون وترامب انطلقا في سخريتهما إلى أقصى الحدود.
وحضر المأدبة 1500 مدعو دفع كل واحد منهم ثلاثة آلاف دولار.
وبدأ ترامب الحديث وسط ضحكات الحاضرين، ولكن كلمته سرعان ما تلقيت بعض صيحات الاستهجان بعد أن وصف كلينتون بالفاسدة، قائلا إنها ستتحدث لأول مرة أمام تجمع دون أن تقبض أموالا، في انتقاد لخطبها المدفوعة خلال السنوات الماضية أمام تجمعات مختلفة معظمها في وول ستريت حيث عالم الأعمال.
وقال المرشح الجمهوري إن كلينتون تفضل سياسة الوجهين، في إشارة لتسريبات ويكيليكس حول كلمة مدفوعة ألقتها في وول ستريت قبل سنوات حول ضرورة تسلح السياسي بوجهين أحدهما للرأي العام وآخر خاص للتعامل مع القوى السياسية.
وأشار ترامب إلى أن كلينتون حاضرة هنا، رغم أنها تكره الكاثوليك، في تلميح إلى تسريبات عن بعض مساعديها وهم ينتقدون الكاثوليك المحافظين.
المرشح الجمهوري أثنى على نفسه وتواضعه الجم، ولكن عندما أراد أن يسخر وفقا لتقاليد العشاء اختار زوجته ميلينا هدفا، وقال «أنا مضطر لأن أقول الحقيقة إن الإعلام هذا العام متحيز أكثر مقارنة بالسنة السابقة، هل تريدون دليلا؟ ميشيل أوباما ألقت كلمة فالجميع أحبوها، قالوا هذا جميل، وإنها رائعة، وزوجتي ميلينا تحدثت بنفس الحديث تماما إلا أن الجميع انتقدوها، لا أفهم لماذا حدث هذا» في سخرية واضحة من كلمة مقلدة ألقتها زوجته عقب اختياره مرشحا للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
وتابع ترامب «نحن (هو وكلينتون) في الأساس اثبتنا أننا يمكن أن نكون متحضرين تجاه بعضنا البعض، قبل أن أعتلي المنصة، اصطدمت بي هيلاري بشكل غير متعمد، وبأسلوب متحضر قالت آسفة، وفي المقابل كان ردي مهذبا جدا، وبخصوص هذا أرجو أن تسمحي لي بالتحدث معك بهذه المسألة بعد عودتنا إلى المكتب».
وأضاف «لم أكن متأكدا من حضور هيلاري إلى هنا هذا المساء، لاني أتوقع أن الدعوة لم توجه إليها عبر البريد الألكتروني، وربما أرسلتم لها، وعلمت بالدعوة توا عبر الويكيليكس».
وأضاف ترامب «هيلاري مرتشية جدا، وتم استبعادها بسبب لجنة ووترغيت، هيلاري كيف تصبحين مرتشية لدرجة أن يتم إبعادك بسبب لجنة ووترغيت؟».
وعلى المنصة، أعلنت المرشحة الديموقراطية للحضور بعد تسلمها الكلمة من ترامب أنها سعيدة بتسلم دورها، لأنها تعتقد أن ترامب يرفض الانتقال السلمي للسلطة، في إشارة إلى رفض المرشح الجمهوري في مناظرته الأخيرة الاعتراف بنتيجة الانتخابات الأميركية حال خسارته في 8 نوفمبر، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي باراك أوباما ضربة الديموقراطية.
وبدت كلينتون مستعدة تماما بالنكات الساخرة من ترامب، ومستلهمة المناسبة وهي جمع التبرعات للكاثوليك، حيث قالت مازحة إن الكنيسة يجب أن تفكر في منحها القداسة لأنها خاضت 3 مناظرات انتخابية مع المرشح الجمهوري.
وفي انتقاد غير مباشر لموقف ترامب من المهاجرين والاتهامات الموجهة ضده بالتحرش الجنسي أكدت أنها سعيدة بالتواجد في نيويورك، وبتمثال الحرية الذي يمثل القيم الأميركية، ساخرة من ترامب بقولها إن الأخير عندما ينظر للتمثال ربما يفكر بضرورة إزالة الشعلة من يد المرأة التمثال وتغيير مظهرها، واستبدالها بشعر أشقر مرفوع للأعلى في إيماءة لا تخفى على أحد. وفي تناول آخر لثروة ترامب، أعلنت كلينتون أنها تحب أن تستمع إلى كلمات مليونير. وقالت بفكاهة ردا على انتقاده لها «إنها لاتملك الطاقة الكافية لمواجتهه، ولذلك حديثها يتقطع دائما»، مضيفة «لقد قطعت نومي وجئت إلى هنا، ينبغي أن تكون ممتنا، في العادة ينبغي أن أشحن طاقاتي قبيل حديث كهذا».
وبخصوص اعجاب ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونشره تقاريره الصحية، قالت كلينتون «ترامب يتمتع بالصحة كالحصان، مثل حصان فلاديمير بوتين تماما».