نوال الدرويش
هناك قصص كثيرة وعجيبة تدل على وجود تخبط في وزارة التعليم العالي وإليكم إحدى هذه القصص الحقيقية وهي قصة ابني علي الذي تخرج في الثانوية العامة بامتياز عام 2004 وتم قبوله من قبل التعليم العالي للدراسة بأميركا تخصص أشعة، سافر لولاية فرجينيا حيث يدرس أخوه الأكبر في الولاية نفسها والجامعة ذاتها، بدأت الدراسة وكانت الأمور تسير بخير والحمد الله، لكن عند البدء في دراسة التخصص لم يتم قبول علي فيه لأن الجامعة التي كان يدرس فيها لديها نسبة محددة من المقاعد وعدد من الطلبة، وبعد مخاطبة المرشد التربوي بالسفارة وموافقة المكتب الثقافي ومخاطبة بعض الجامعات الأخرى تم قبول علي بجامعة ميتشغن، ذهبنا إلى هناك وقمنا بتأثيث شقته بعد أن كان يقيم مع أخيه في شقة واحدة، وبعد بدء الدراسة اكتشف الطالب أن نظام الدراسة بهذه الجامعة لا ينطبق مع تخصصه وعند الاتصال بالمرشد قال «نعم لقد أخطأنا باختيارنا لهذه الجامعة، والحل هو أن توقف قيدك وترجع إلى الكويت حتى نختار جامعة أخرى» وهذا كان في سبتمبر2007، السماستر الثاني الأخ المرشد نسي الموضوع بالرغم من الإيميلات التي كان ابني يبعثها إليه وباسم الجامعات التي وافقت عليه، كما أنه هو الذي يخاطب الجامعات وليس المرشد وتتوالى غلطات ذلك المرشد إلى أن تضيع سنة دراسية كاملة على الطالب وهو بالكويت، مما جعله يكره هذا التخصص، فخاطب التعليم العالي بأن لديه الرغبة لتغيير التخصص، وحسب نظم الوزارة التي لا تتيح للطالب تغيير التخصص سوى مرة واحدة، حيث إن لي خبرة مع التعليم العالي منذ سنة 2001 لأن ابنتي قد درست بأميركا قبل أخويها، تم رفض التخصص الذي كان يرغب فيه وكان العذر أنه لابد على الطالب أن يختار تخصصا مرادفا لتخصصه الأصلي، وحسب معلوماتي فإنه يوجد طلبة حولوا تخصصهم من الطب إلى الهندسة ومن دولة لأخرى (الله يبارك في بعض النواب ويعطيهم العافية) فاختار تخصص التغذية بولاية أخرى وطبعا كان تأثيث بيت من جديد. إلا أن ما حصل أن ابني عمل ما يستطيع من جهود للدراسة، لكن لم يتقبل أو يحب هذا التخصص لأنه مرغم عليه من قبل الوزارة، المهم رجع ابني للإجازة الصيفية وكان يشكو من آلام بالظهر وبالفحص اكتشفنا أن لديه انحرافا بالعمود الفقري، وبعد السفر إلى ألمانيا للعلاج نصحنا الطبيب بتأجيل العملية حتى استقرار حالته، ولفت إلى أن الحذر لا يمنع من حدوث مضاعفات بالمستقبل، ولابد أن يكون تحت الملاحظة وأن السفر لمسافات بعيدة ليس مناسبا لوضعه وكذلك الجو البارد (طبعا السبب في هذا الانحراف هو الحقيبة المدرسية).
العجيب في الأمر أننا عند مراجعتنا للوزارة لمحاولة تحويل البعثة إلى أن تكون بالكويت رأينا العجائب منها أن الأخت المسؤولة لم تخاطب السفارة بشأن التجميد رغم أنني قدمت كتاب التجميد مع التقارير الصحية من وزارة الصحة في شهر6، والسبب أن الأخت انشغلت ونسيت، الخلاصة أن الموضوع من كثر الأخطاء التي ارتكبتها الوزارة بحق ابني واللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل بعض الموظفين في التعليم العالي وضياع مستقبل ابني اضطررت الى مقابلة وزيرة التربية شخصيا، وهنا تحول الملف بعد معاناة وأسابيع إلى إحدى الموظفات.
ماذا تتوقعون النتيجة؟! يقولون لي لو تكلمين أحد النواب شغلچ يمشي، لكن بعد شنو بدأ الكورس الدراسي والأهم أن ولدي ضاع بعد أن كان متفوقا الآن يجلس يوميا بالبيت أمام التلفزيون أو نايم إلى أن يبدأ الكورس القادم وسيكون على نفقتي.
[email protected]