Note: English translation is not 100% accurate
طموحاتنا لا تنتهي
الاثنين
2007/1/29
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
في مثل هذا اليوم منذ عام، وفي لحظة مضيئة اخترقت أجواء الحزن التي لفت البلاد اثر وفاة المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ـ رحمه الله ـ انتبه الشعب إلى ضرورة تجاوز دائرة الأسى، والمسارعة إلى مبايعة النوخذة الحاذق الذي يبادر إلى الإمساك بمقود السفينة الكويتية، ليعيد ترتيب جوانبها، ويصف الركاب والبحارة ويضبط البوصلة على اتجاه الصلاح الذي يحدو السفينة إلى بر الأمان.
في مثل هذا اليوم هُرع المواطنون الى سمو الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ يبايعونه أميرا على قلوبهم، قبل ان يكون أميرا يحكمهم، وقد وضعوا بين يديه مستقبلهم يسوسه وينطلق به الى الذرا التي يتطلعون اليها، قبل ان يضعوا في فكره مقاليد الدولة يدبر أمورها، ويقود حركتها لتكمل طريقها الذي بدأته فتية متحمسة محتشدة بالأمل والرجاء يحدوها الإيمان بالدور الكبير الذي رأت نفسها جديرة بأن تؤديه حيال محيطها الإقليمي وأمتها العربية، وعالمها الذي تقاسمه الحلم بالسلام والاستقرار والعدالة.
تسلم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سُدة الإمارة تحفه القلوب المؤمنة بقدرته الفذة المعروفة عنه في إدارة الأمور والعبور بها إلى بر الأمان، مهما اشتدت الصعاب، أو تعقدت الظروف أو تلبدت الغيوم.
فالجميع يدركون أن الابتسامة الواثقة التي صارت رمزا من رموز الخصوصية التي يتمتع بها سمو الأمير إنما تخفي وراءها قدرة واسعة على النفوذ إلى جوهر المشاكل ـ سواء المحلية أو الخارجية ـ ونظرة ثاقبة تبلغ عمق الأشياء، ولا تكتفي بظواهرها، وفكرا رحبا يتيح لسموه الإحاطة بالأطر العريضة للأحداث التي تحرك العالم، من دون أن يهمل التفاصيل، التي ربما يُضيع إغفالها فرصة الإمساك المحكم بخيوط التاريخ.
ولعل هذه القدرات المشهودة لصاحب السمو جاءت حصيلة تجربته الديبلوماسية الطويلة التي تجاوزت أربعة عقود، كان لسموه فيها فضل هندسة علاقات الكويت مع العالم، جاعلا منها دولة تحظى بتقدير المجتمع الدولي، رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، فلاتزال حاضرة في ضمير العالم الجهود البارزة لسموه في معالجة وحل كثير من النزاعات سواء في منطقة الخليج، أو في العالمين العربي والإسلامي، أو مناطق أخرى، حيث كان يحمل دائما ثقة مثيرة للتفاؤل، وقدرة فائقة على لم شمل المتنازعين، ورغبة لا تتوقف في إحلال السلام بين ربوع العالم.
مرّ عام على تسلم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في الكويت، فإذا كان العام مدة قصيرة قياسا إلى تاريخ الدول والأمم، فإن شعب الكويت الذي يعرف جيدا قدرات أميره، وتفاؤله، وإيمانه بمستقبل البلاد وقدرتها على تحقيق التطور، يتطلع بكثير من الأمل إلى تحقيق طموحات لا تنتهي نؤمن بأنها ستتحقق ـ بإذن الله ـ بفضل جهود الشعب المتضافر والمتحاب، يقوده نوخذة بارع يملك القدرة على العبور بسفينة الكويت ـ رغم كل الصعاب ـ إلى بر الأمان والاستقرار والرقي.
اقرأ أيضاً