بالعلم والفن والأدب والموهبة والإبداع تنهض المجتمعات والأمم، فإذا أردت أن تقيس بمقياس الحضارة فيجب عليك الاهتمام بهذه الأمور. في مجتمعاتنا هذه الأشياء قد طواها النسيان، ففي الكويت هذه الجوانب كانت في مرحلة من الغيبوبة الدائمة منذ أواخر الثمانينيات ولكن بدأ الجسد يتعافى من جديد في العديد من الأوجه.
الجانب الإنساني من أهم الجوانب في الدول المتقدمة وله الأولوية لأن هذا الجانب الذي يبنى فيه الإنسان عندما نغرس بذور الديموقراطية وتقبّل الرأي والرأي الأخر وعدم اللجوء لاستخدام الألفاظ البذيئة ورفع الصوت لكي نوصل أفكارنا، فنحن بذلك نبني أمة وحضارة ولا نبني فردا فقط.
عندما نهاجم الأفكار الجديدة على اعتبار أنها أفكار دخيلة دون سبب أو تفكير، فنحن لا شك في أزمة فكرية خطيرة جدا عندما نمنع الناس عن التفكير في قرارتهم المصيرية فنحن في مشكلة سياسية، وعندما نمنع الناس عن الفن والأدب والإبداع الذي هو السبيل الوحيد لكي يسمو الإنسان في ذاته فنحن في مشكلة أخلاقية.
عندما نصل إلى التجريح والنقد الهدام ونصل إلى محاربة كل شخص يحاول أن يغير ويساهم في تغيير البلاد إلى الأفضل، نحاربه لأنه يحارب أجنداتنا الخاصة ولأننا وضعنا معايير خاصة لمن يريد أن ينجح في البلاد، ولا نقبل بأن ينجح شخص لا نعرفه ولا نقبل بأن ينجح شخص لا يجاملنا، لا نقبل أن ينجح شخص لا يمرر مصالحنا.
التضييق والانغلاق هو من وجهة نظري أهم الأسباب التي تجعل الشعوب تنحدر فكريا وسياسيا وأخلاقيا، فتوفير كل الوسائل التي تجعل إنسانا يسمو بنفسه والاهتمام بالجانب الإنساني هذا بحد ذاته حل لمشكلة لـ «أسدنا» لأن هذا الجانب الذي سيروضه ويعجل بنسف كل الأفكار العنجهية.
T: @Faisalalothinah
E: [email protected]