السياسة وما أدراك ما السياسة هي دهاليز ووقائع ونصب ومصائب. في السياسة لا يوجد خاسر لأن كلا الجانبين رابح وبتغيير في آرائه وفقا للتيار الذي يسير فيه. في طريق المصالح يسيرون بجانب البعض، فالسياسة شيء متناف عن الأخلاق فيجب أن نفصل بينهما لأن كلا منهما يسير في اتجاه.
السياسة «هي فن الممكن» أي أن السياسي يتجه يمينا أو يسارا ويدور حول النقطة ويستخدم عقله وصحته ونفوذه وعلاقاته لكي يأخذ مراده، فأنت تستخدم كل الوسائل الممكنة القانونية لديك وبعض الأحيان غير القانونية، وكثيرا ما نسمع أن فلانا احترق سياسيا فالمواقف السياسية تتغير لعدة أسباب، منها اتضاح الحقيقة بعد مرور الوقت لها أو الدوران في نطاق المصلحة الشخصية وقد يكون لإعطاء مهلة للتصحيح، وبالطبع لا تخفى الأدلة الظاهرية فكل من يحاول ممارسة فن الصمت يشعرك بالخوف أكثر من الذي يتكلم، فالصمت قد يصبح إيجابيا في مواقف، وقد يصبح سلبيا في مواقف أخرى، وكما يقول مارتن لوثر كنج وفي النهاية لن نتذكر فقط كلمات أعدائنا بل أيضا صمت أصدقائنا.
في السياسة خطأ فادح بأن تكون بالمقدمة وأن تكون بالواجهة السياسية فهذا قد يشكل لك خطرا ولكن هنالك شيئين على كل سياسي أن يتبعهما في طريق نهجه السياسي الأول كيف يتعاطى ويواجه الموجات والأزمات التي تأتي وألا يحاول ردع الهجوم ضده بل عليه أن يكون مرنا قدر الاستطاعة في كيفية الابتعاد عنه كالأشجار فعندما تهب عليها الرياح لا تواجه حتى لا تنكسر بل تتمايل يمينا ويسارا لكي تتفادى قوة تلك الرياح.
والشيء الثاني الذي يجب أن يتبعه السياسي هو كيف تكون له نظرة مستقبلية تحليلية وفق معطيات الوضع الحالي هو أن يضع له خطا لرجعة ونضع خطين تحت كلمة «خط الرجعة» حيث انه لا يحاول أن يحدد موقفه السياسي تجاه حالة معينة بل أن يكون رأيه متماشيا مع الآراء الأخرى وأن يتوقع من الذي سيكون معه ومن سيكون ضده جراء رأيه السياسي وكيف سيتعامل معهم.
خربشة: القراءة الدقيقة والتحليلية للوضع السياسي وتقسيم المعطيات وإعادة ترتيبها يساهم في تدعيم الرأي السياسي.